في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر، حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، من اقتراب جبهات القتال من دول الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن خطر اندلاع حرب في القارة الأوروبية لم يكن يومًا بهذا المستوى من الخطورة. جاء حديث بارو قبل ساعات من مناقشة البرلمان الفرنسي للوضع في أوكرانيا وأمن أوروبا. في هذا السياق، أكد الوزير على ضرورة تعزيز الدفاعات الأوروبية ومواجهة الطموحات الروسية.
إليكم نص الحوار:
الحوار
السؤال: معالي الوزير، حذرتم من أن خط الجبهة يقترب من أوروبا. إلى أي مدى تعتبرون هذا التهديد خطيرًا؟
بارو: بالفعل، لم يكن خطر الحرب على القارة الأوروبية بهذا المستوى المرتفع من قبل. منذ حوالي 15 عامًا، نشهد تمددًا مستمرًا للطموحات الإمبريالية الروسية، واليوم نجد أنفسنا أمام واقع خطير حيث تتقدم الجبهات نحو الاتحاد الأوروبي، وهو ما يستدعي استجابة حازمة.
السؤال: ما هي الخطوات التي تعتزم فرنسا اتخاذها لمواجهة هذا التهديد؟
بارو: نعمل مع شركائنا الأوروبيين على تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، كما أننا نريد دفع الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن طموحاته التوسعية. بالإضافة إلى ذلك، نشجع أوروبا على تبني نهج أكثر استقلالية في أمنها ودفاعها.
السؤال: عقدتم قمة أمنية في لندن، ما هي أبرز نتائجها؟
بارو: القمة شكلت تحولًا مهمًا، حيث تعهد 15 زعيمًا أوروبيًا، بمن فيهم الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بدعم كييف وتعزيز تسلحهم لمواجهة التهديدات الروسية. كانت هذه لحظة يقظة للدول الأوروبية التي باتت مقتنعة بأن عليها تولي مسؤولية أمنها بنفسها وعدم الاعتماد فقط على الولايات المتحدة.
السؤال: هل هناك أي مبادرات لوقف الحرب؟
بارو: نعم، فرنسا وبريطانيا اقترحتا هدنة لمدة شهر تشمل الجو والبحر ومنشآت الطاقة، كخطوة أولى لاختبار جدية روسيا في إنهاء الحرب. لا يعني ذلك انسحاب القوات الروسية فورًا، لكنه سيكون بداية لمفاوضات سلام حقيقية.
السؤال: ماذا عن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وهل تعتقدون أن استئناف الحوار بين ترامب وزيلينسكي ممكن؟
بارو: أعتقد أن هناك رغبة من الجانبين في استئناف الحوار، فالجميع يدرك أن وقف الطموحات الروسية يصب في مصلحة أوكرانيا، أوروبا، والولايات المتحدة على حد سواء.
السؤال: هناك تقارير عن وقف العمليات السيبرانية الأميركية ضد روسيا. ما موقفكم من ذلك؟
بارو: بصراحة، أجد صعوبة في فهم هذه التقارير، لكن ما نعلمه يقينًا هو أن دول الاتحاد الأوروبي تتعرض بشكل متكرر لهجمات سيبرانية من روسيا، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويستدعي تعزيز الدفاعات الإلكترونية الأوروبية.
السؤال: في الختام، ما رسالتكم للدول الأوروبية والمجتمع الدولي؟
بارو: يجب أن نكون يقظين وموحدين في مواجهة هذه التحديات. أوروبا لم تعد تستطيع تأجيل قراراتها الاستراتيجية، وعليها تحمل مسؤولياتها في حماية أمنها وسلامة أراضيها. نحن نريد السلام، ولكن يجب أن يكون سلامًا مستدامًا وعادلًا.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
