![](https://elyowm.info/sites/default/files/IMG-20250206-WA0030.jpg)
أحياناً، تأتي اللحظات التي يُختبر فيها الإنسان، لا في قدراته أو قوته، بل في مدى التزامه بمبادئه وإيمانه بالقيم التي يختار أن يحملها. وقد كانت الحملة الانتخابية التي شهدتها موريتانيا واحدة من تلك اللحظات التي تفتحت فيها آفاق التحديات أمامي، وأنا أضع ثقتي في الرئيس محمد ولد الغزواني، الذي اخترت أن أكون إلى جانبه بكل ما أملك من قوة وإرادة.
في خضم تلك الحملة، كانت الأيام مليئة بالرهانات، وبينما كنت أتنقل بين الجماهير منادياً بإصلاحات الرئيس، لم يكن ما يُنتظر مني مجرد مواقف عابرة. لقد تعرضت للكثير من المضايقات من بعض من لا يتفهمون معنى الدعم الحقيقي للقيادة الرشيدة. كنت أتحمل السخرية، وأواجه التهكمات، وفي بعض اللحظات الحاسمة، وُجدت نفسي بين الحشود التي لا تعرف سوى الرفض لمن يرفع رأسه مؤيدًا للقائد الذي لا يشبه أحداً في مبادئه. كانت الحجارة أول ما لاقيت، تلك التي ألقيت عليَّ في أحد التجمعات، في محاولة لقمع صوتي، في محاولة لتهشيم قلبي الذي كان ينبض بحب هذا الرئيس، وحب الوطن الذي يسعى لرفعه.
لكن تلك الحجارة لم تكن سوى جزء من درب طويل من الإيمان الذي لا يموت. إنها ليست مجرد جروح في الجسد، بل هي شهادات تُضاف إلى رصيد النضال من أجل ما هو أسمى، من أجل مشروع وطني أؤمن به حتى النخاع. كان كل حجر يُلقى عليَّ بمثابة تأكيد على أنني في الطريق الصحيح، وأنني أقف حيث ينبغي أن أقف، بجانب الرئيس الذي يحمل آمال الوطن في قلبه.
وبينما كنت أنتظر اللقاء الموعود مع الرئيس، اللقاء الذي وعدني به، والذي كنت أرى فيه فرصة لشكري وامتناني لرؤيته الثاقبة، ولإصلاحاته التي بدأت تظهر ثمارها، جاء البروتوكول الرئاسي ليقف بيني وبين ذلك اللقاء. لم يكن لقاء شخصياً بقدر ما كان لقاء فكريًا، وكان حلمًا يشعل في قلبي الوداد والأمل في أن نلتقي يومًا ما. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن الطريق إلى القائد لا يحتاج بالضرورة إلى لقاء، بل إلى الالتزام المستمر بما يؤمن به هذا القائد. صحيح أن اللقاء لم يحدث بعد، لكنني على يقين بأن لكل شيء وقته، وأن المواقف التي تشهدها الأيام هي خير دليل على صدق النوايا.
ومع ذلك، لم تخلُ الرحلة من ألسنة السخرية. فقد تعرضت لانتقادات لاذعة من بعض من لا يقدرون معنى الوفاء والانتماء. كانوا يستهزئون بي، ويقولون لي: "لماذا تصر على الوقوف إلى جانب رئيس لم يلتقِ بك؟" كان حديثهم طعنة في قلب الإنسان الذي لا يبحث عن منصب أو مكافأة. لم أكن أبحث عن مقابلة أو لقاء بقدر ما كنت أبحث عن إيماننا بالوطن وبالرئيس الذي نراه الأمل الحقيقي في مستقبل مشرق. كان النداء في قلبي أكبر من أن يُحبط بالسخرية.
ولكن الحقيقة التي ظللت أتمسك بها، هي أن الوقوف مع الرئيس ولد الغزواني لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان خيارًا إنسانيًا عميقًا. فقد كنت أؤمن به كرئيس قادر على تغيير موريتانيا، وكنت أؤمن أن دعمنا له هو دعم لنهضة الوطن بأسره. ولذلك، رغم كل السخرية، لا يزال قلبي مليئًا باليقين، وأصبحت الحجارة التي ألقيت عليّ جزءًا من القصة التي سأرويها لأجيال قادمة. سيظل الأمل في لقاء الرئيس في قلب كل من يؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ من الإيمان بأن الإنسان هو الأساس، وأن القيادة الحكيمة التي يرمز إليها الرئيس ولد الغزواني هي الطريق نحو موريتانيا أفضل.
في النهاية، يكمن الوفاء في الإيمان بالمبادئ، وفي الاستمرار في مسيرتنا دون أن تزعزعنا الرياح. ومن يقف مع الحق، لا يتراجع مهما كانت الظروف. وبالرغم من تأخر اللقاء، يظل الوطن هو الغاية.
![](https://elyowm.info/sites/default/files/styles/large/public/IMG-20250120-WA0016.jpg?itok=-LzIRLHl)