
لا شك أن القاعدة الشعبية للسياسي المخضرم والرائد المبدع، إدوم ولد عبيد الله، لم تعد تقتصر على مقاطعة السبخة التي انطلقت منها مسيرته السياسية الحافلة بالظفر والانتصار، وأن كفته السياسية راجحة في ولاية لعصابه بشكل واضح، وتأثيره السياسي يغطي خريطة الوطن. كيف لا ومقاطعة السبخة التي انطلق منها هي لوحة سيفساء للنسيج الوطني ورمز من رموز التنوع الاجتماعي والثقافي؟ ظل ولد عبيد الله وفيًا لانتمائه السياسي، فهو المناضل الذي لا يدخر جهدًا ماديًا أو معنويًا في تقوية حزبه ونجاح مرشحه.
إدوم ولد عبيد الله ليس مجرد اسم في عالم السياسة، بل نموذج حي لقائد سياسي يجمع بين الكفاءة والالتزام المجتمعي. قدرته على ترجمة طموحات الحزب الحاكم إلى نجاحات انتخابية ملموسة أكدت موقعه كأحد أبرز رموز السياسة في موريتانيا. عمله لم يقتصر على تحقيق المكاسب الحزبية، بل تجاوز ذلك ليصبح شخصية جامعة تسهم في استقرار المشهد السياسي الوطني.
انطلاقته من السبخة كانت البداية لمسيرة طويلة قوامها الإخلاص والعمل الدؤوب. ورغم ترقيه إلى منصب نائب رئيس جهة نواكشوط، بقي متشبثًا بجذوره، يعيش بين الناس الذين يمثلون عماد نجاحه. لم يكن بيته يومًا مغلقًا أمام المواطنين، بل كان دائمًا مفتوحًا لاستقبال الجميع وحل مشكلاتهم، سواء كانت مادية أو معنوية.
على مستوى العمل الإنساني، اشتهر إدوم ولد عبيد الله بمبادراته الخيرية التي تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا. دعمه المستمر للأسر المحتاجة، وتقديم المساعدات للأفراد والجماعات، جعلاه رمزًا للعطاء ورافعة لتحسين ظروف الكثيرين في مجتمعه. هذه المبادرات عززت شعبيته وأظهرت جانبه الإنساني، الذي يتكامل مع دوره السياسي.
تحالفاته السياسية كانت علامة فارقة في مسيرته. بنيت هذه التحالفات على أسس متينة، ساهمت في تعزيز موقع الحزب الحاكم وضمان استقراره في مواجهة التحديات. بفضل حكمته وحنكته، تمكن ولد عبيد الله من كسب ثقة مختلف الأطراف السياسية، ما جعله صوتًا مؤثرًا في تهدئة الأزمات وتوجيه الحوار نحو حلول عملية.
في ولايات مثل لعصابه، لم تعد شعبيته مقتصرة على دائرة حزبية أو اجتماعية بعينها، بل امتدت لتشمل شرائح واسعة ترى فيه نموذجًا للسياسي المسؤول الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. هذه الشعبية المتنامية تعكس نجاحه في بناء روابط قوية مع مختلف المكونات الاجتماعية، وهو ما أكسبه احترامًا وطنيًا واسعًا.
وفي النهاية، إدوم ولد عبيد الله هو نموذج حي للسياسي الذي يجمع بين الحنكة السياسية والالتزام الإنساني. سواء في إدارة التحالفات، أو في مبادراته الخيرية، أو في وفائه لجذوره، يقدم صورة مشرقة لقائد يعمل بجد لبناء مستقبل أفضل لموريتانيا. اسمه اليوم لا يعبر فقط عن شخصية سياسية ناجحة، بل عن رمز وطني ملهم.