حقيقة نور الدين إفرانسوا... بقلم الشيخ ولد سيدي

خميس, 01/09/2025 - 00:05

في مقاطعة السبخة، و في صيدليته العامرة، تعرّفت على نور الدين سيدي عالي فرانسوا، الصيدلاني الخبير صاحب التجربة الواسعة، الذي كان شامخًا في قامته الجليلة ووقاره الواضح بين رفوف صيدليته التي كانت تزخر بأنواع الأدوية. لم تكن صيدليته مجرد صيدلية عادية كما هو حال صاحبها؛ فقد كانت مكانًا مختلفًا عن باقي الصيدليات، ففي حين أن السائد في معظم الأماكن هو دفع قيمة الدواء نقدًا، كانت صيدليته تقدم الدواء على أساس الدفع في الآخرة، على أمل الأجر والثواب من عند الله. سخاء نور الدين كان كفيلاً بنشر سمعته، مما جعل الكثيرين يتوافدون عليه طالبين العلاج، ورغم تضاؤل إمكانياته المادية إلا أن السخاء كان يمنحه الخير والأجر من الله، فانتشرت سمعته بين الناس.

مع انتقاله إلى منصب الفيدرالية، تقلصت إمكانياته المادية، وزادت تلك المعاناة بعد أن أصبح عضوًا في مجلس الإدارة، حيث بات باب الرجل مفتوحًا دائمًا للضعفاء والأرامل. حتى اليوم، يظل نور الدين، الذي قد يظنه البعض غنيًا بسبب تعففه، مقصدًا للمرضى الذين يأتون من داخل البلاد طلبًا للعلاج على نفقته الخاصة.

وبصفتي شخصًا يعرف الرجل وحجم المسؤوليات التي يحملها تجاه المواطنين، فإنه من غير المنصف أن يظل بعيدًا عن التقدير الذي يستحقه. فإذا لم يحصل على وظيفة تلائم دوره الوطني والإنساني، وعلى الرغم من كفاءته التي تم تجاهلها، فقد يصبح من الصعب عليه تحمل تكاليف حياته الخاصة.

وبصفتي ناشطًا مجتمعيًا وصاحب مبادرات تنموية، فإنني "سفير الإنسانية" أطالب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني باتخاذ بادرة تقدير لجهود وكفاءة الفيدرالي نور الدين سيدي عالي فرانسوا، تقديرًا لما يقدمه من خدمة للوطن والمواطنين.

بقية الصور: