نحو تواصل شامل مع كافة أطياف الشعب الموريتاني الشيخ ولد سيدي – سفير الإنسانية

أحد, 01/05/2025 - 02:00

هذه رسالة عاجلة موجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية، وإلى معالي الوزير الأول.

في هذه السطور لن أطيل عليكم، ولكنني سأطرح فيها العديد من الحقائق والنصائح، على أن تكون بمثابة صاروخ نووي. فخامة رئيس الجمهورية، أود أن أتطرق إلى موضوعين في غاية الأهمية. أولاً، أنتم اقترحتم مبادرة لزيارة مختلف أنحاء البلاد للاطلاع على مشاكل الشعب ومعاناته ومطالبه، وهذا بلا شك أمر إيجابي للغاية.

حيث وعدتم بتوفير الحلول لهذه المشاكل، وجعلتم القضية في يد الوزير الأول، الذي بدوره دعا الحكومة وكل وزير للإشراف على هذه المهمة.

لكن فخامة رئيس الجمهورية، أود أن أؤكد على نقطة مهمة جداً. أرجو أن تتوجهوا إلى السيد الوزير الأول بضرورة التأكيد على أن الزيارات التي ستتم ليست موجهة فقط لحزب "الإنصاف"، بل ينبغي أن تشمل جميع أطياف الشعب الموريتاني. يجب أن يتم التواصل مع كافة الأحزاب السياسية الموريتانية، المنظمات غير الحكومية، الإعلاميين، السياسيين، وكل فئات المجتمع الموريتاني. الزيارات يجب أن تكون شاملة وليست مقتصرة على حزب واحد.

النقطة الثانية، أود أن أقول للسيد الرئيس إنكم رئيس لكل الموريتانيين، والوزير الأول هو وزير لكل الموريتانيين. لا مكان للتحالفات السياسية أو الجماعات الخاصة. يجب أن تكون التعليمات واضحة بأن الحكومة تعمل لصالح الشعب كله دون تمييز. إذا كانت لدينا طموحات لنكون دولة حقيقية وفاعلة، فإن هذا يتطلب وحدة الصف ووقف أي شكل من أشكال التحالفات التي تفرق بين أبناء الوطن.

فخامة الرئيس، أدعوكم إلى توجيه التعليمات لجميع الوزراء بعدم الانخراط في أي تحالفات سياسية أو حزبية. إذا ثبت أن أحد الوزراء ينتمي إلى تحالف سياسي، ينبغي إعادة النظر في استمراره في منصبه، لأن هذا يعيق تقدم الدولة. لا يمكن لدولة أن تتقدم إذا كان ولاء وزرائها محصورًا في جماعات أو تحالفات. نحن بحاجة لدولة مؤسسات حقيقية، وليس لدولة تحكمها الأحلاف.

عند إرسال البعثات إلى مختلف المناطق، ينبغي أن تكون مهمتها حقيقية وفعالة. لا يمكن أن يقتصر تواصلهم على حزب "الإنصاف" فقط، فذلك يعني استمرار الانقسامات في البلاد. دعونا نتوقف عن هذه التحالفات التي تعيق التقدم. يجب أن نعلم أن الأغلبية الساحقة من أصوات الشعب الموريتاني في الانتخابات الأخيرة جاءت من المستقلين، وليس من حزب الإنصاف .

إذا كانت زيارات البعثات ستقتصر على اللقاءات مع الأحلاف أو حزب "الإنصاف"، فلا داعي لاستنزاف أموال الشعب في هذه الزيارات غير المفيدة. يجب أن تلتقي البعثات مع جميع فئات الشعب الموريتاني، من جميع الأحزاب، المنظمات، وهيئات حقوق الإنسان، والإعلاميين، بهدف تحقيق تقدم حقيقي.

أدعوكم، فخامة الرئيس، إلى إعادة النظر في هذه المسألة. لأن قوة الدولة في وحدة شعبها، وأي تحالف سياسي يؤدي إلى تفرقة لا يمكن أن يكون لصالح البلاد.