موريبوست: من حافة الهاوية إلى قمم النجاح

جمعة, 11/29/2024 - 01:09

ظلت الشركة الموريتانية للبريد "موريبوست"، التي تأسست عام 1999، تعاني من أوضاع متردية حتى قبل ثلاث سنوات فقط. مبانيها المهترئة وديونها المتراكمة وتأخر رواتب عمالها كانت تعكس صورة قاتمة لواحدة من أهم مؤسسات الدولة. لكن مع وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم، شهدت الشركة تحولات جذرية بدأت باختيار إدارة جديدة قادها المدير الحالي، ولد عيسى، المعروف بكفاءته العالية ورؤيته الإصلاحية.

مسار الإصلاح والإنجاز

في العام الأول من تولي ولد عيسى الإدارة، بدأت الشركة بالخروج من أزمتها عبر تطبيق إصلاحات جوهرية شملت تحسين الأداء المالي والإداري. وارتفعت أرباح الشركة بشكل ملحوظ خلال العامين التاليين، حيث سجلت هذه السنة وحدها أرباحًا تجاوزت ملياري أوقية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ "موريبوست".

إضافة إلى ذلك، تم تنفيذ أعمال إنشائية طموحة لتحسين المقر الرئيسي للشركة وتحويله إلى مبنى حديث يناسب معايير العصر. كما شملت الإصلاحات تطوير مكاتب الشركة في الداخل، ما عزز من قدرتها على تقديم خدمات أفضل للمواطنين.

إطلاق خدمات مصرفية رائدة

في إطار رؤية التطوير، أنشأت الشركة تطبيقًا مصرفيًا مبتكرًا يُسمى "بريد كاش". يُتوقع أن يتيح هذا التطبيق لمستخدميه في المستقبل إمكانية سحب الأموال في عدة دول أفريقية، ما يجعل "موريبوست" أول مؤسسة موريتانية تقدم خدمات مصرفية عن بُعد في الخارج.

كما استحدثت الشركة خدمة بنكية جديدة تُسمى "موري بيتي"، تهدف إلى توفير قروض سكنية مبتكرة. تتيح هذه الخدمة للمستخدم إيداع نصف قيمة المنزل الذي يرغب في شرائه، ثم استلام المنزل ومواصلة تسديد القرض بعد دخوله. هذه الخطوة تعكس توجه الشركة نحو تقديم حلول عملية تلبي احتياجات المواطنين وتعزز من استقرارهم الاجتماعي.

تحول الشركة إلى نموذج ناجح

تطور "موريبوست" لم يتوقف عند تحسين بنيتها التحتية، بل امتد إلى تعزيز مكانتها كمنافس حقيقي للبنوك الكبرى في البلاد. ارتفع عدد المنتسبين لخدمات الشركة بشكل كبير، نتيجة لسياسات مديرها التي ركزت على تقديم خدمات متنوعة، من ضمنها تمويل المشاريع التي تسهم في تقليص البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.

وفي ذكرى عيد الاستقلال لهذا العام، استطاعت الشركة تحقيق أرباح صافية تزيد على مليار أوقية، ما جعلها وجهة جديدة للمستثمرين وركيزة اقتصادية وطنية قوية.

النتيجة: ديون تتحول إلى مكاسب

بفضل الإدارة الحكيمة لولد عيسى، تحولت الشركة من مؤسسة غارقة في الديون إلى كيان ناجح يمتلك استثمارات قوية وديونًا لصالحه لدى جهات أخرى. هذا النجاح لم يكن مجرد إنجاز إداري، بل تحول إلى قصة ملهمة تُبرز كيف يمكن للإدارة الفعالة والرؤية الواضحة أن تنتشل المؤسسات من أزماتها إلى آفاق جديدة من التميز.