(أوزعُ جسمي في جسوم كثيرة وأحسو قراح الماء والماء بارد) لعلَ الشاعر هنا أراد أنْ يعبر عن مايسكنه من كرم وإيثار،لدرجة أنه يقسم جسمه بين الناس ويشرب الماء القراح بدل الماء البارد! هذه الصفات ليست له وحده حتى وإن وصف بها نفسه إنها صفاتٌ رجل ليس من زمن الشاعر،لكنه من طينته ،هذا الرجل هو مسغارو سليل أسرة النبل والكرم! فقط أردت بمناسبة اقتراب عام جديد أن أوفيه شيئا من حقه امتداحا لما يقوم به ووفاء بالجمال ! رغم قسوة عام 2020 إلا أن مسغارو ظل كما هو في انتمائه للمتضررين وحمايتع لهم بغض النظر عن ألوانهم ،وانتماءاتهم ظل الجميع يرابطون على بابه وله ابتسامته التي لاتغيرها الظروف فالكرماء قابضون على الجمر لا يتغيرون والحق أنه غير كثيرا في قطاعه الجديد تغييرا جذريا بشهادة أبسط العمال هناك ،ولا أرى أجد بأبيات المتنبي التي امتدح فيها كافور غير مسغارو : تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله دائما في سياق حديثي عنه أستذكر هذا البيت الذي يشي بكرم كثير ونبل ،الإنسان الذي يعطي عطاء من لايخشى الفقر وهذا ليس بدعا،لأنه موروث كابر عن كابر! وما أروع المتنبي حين وصف كافور قائلا في إحدى مديحياته: قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ وَمَن قَصَدَ البَحرَ اِستَقَلُّ السَواقِيا فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ وَخَلَّت بَياضاً خَلفَها وَمَآقِيا نَجوزَ عَلَيها المُحسِنينَ إِلى الَّذي نَرى عِندَهُم إِحسانَهُ وَالأَيادِيا فَتىً ما سَرَينا في ظُهورِ جُدودِنا إِلى عَصرِهِ إِلّا نُرَجّي التَلاقِيا تَرَفَّعَ عَن عَونِ المَكارِمِ قَدرُهُ فَما يَفعَلُ الفَعلاتِ إِلّا عَذارِيا يُبيدُ عَداواتِ البُغاةِ بِلُطفِهِ فَإِن لَم تَبِد مِنهُم أَبادَ الأَعادِيا أَبا المِسكِ ذا الوَجهُ الَّذي كُنتُ تائِقاً إِلَيهِ وَذا الوَقتُ الَّذي كُنتُ راجِيا لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ وَجُبتُ هَجيراً يَترُكُ الماءَ صادِيا أَبا كُلِّ طيبٍ لا أَبا المِسكِ وَحدَهُ وَكُلَّ سَحابٍ لا أَخَصُّ الغَوادِيا يَدِلُّ بِمَعنىً واحِدٍ كُلَّ فاخِرٍ وَقَد جَمَعَ الرَحمَنُ فيكَ المَعانِيا إِذا كَسَبَ الناسُ المَعالِيَ بِالنَدى فَإِنَّكَ تُعطي في نَداكَ المَعالِيا وَغَيرُ كَثيرٍ أَن يَزورَكَ راجِلٌ فَيَرجِعَ مَلكاً لِلعِراقَينِ والِيا فَقَد تَهَبَ الجَيشَ الَّذي جاءَ غازِياً لِسائِلِكَ الفَردِ الَّذي جاءَ عافِيا وَتَحتَقِرُ الدُنيا اِحتِقارَ مُجَرِّبٍ يَرى كُلَّ ما فيها وَحاشاكَ فانِيا وَما كُنتَ مِمَّن أَدرَكَ المُلكَ بِالمُنى وَلَكِن بِأَيّامٍ أَشَبنَ النَواصِيا" هذه الأبيات اختزلت مروءات سيدي مسغارو أما فيما يخص الحديث عن الوحدة الوطنية فإنه كان الداعي لها دائما،لا فرق عنده بين عربي أو عجمي ،ولا أسود ولا أبيض دعا إلى مساواة البشر ،ولم تكن دعوته من باب التظاهر كما يفعل الكثيرون بل كانت متجسدة في احتوائه للجميع حين تزوره تجد احتشاد الناس لدية بسواء دون أي تفرقة ،أو تهميش لأحد دعا إلى الأمانة والنزاهة في العمل ،وتعرف القطاعات التي عمل فيها أنه نعم الرجل ! كان ولا يزال فانوسا متقدا وهالة