حسدوا بنت الأكارم إذ لم ينالوا سعيها فالقوم المتحاملون نخرت سوسة الغل قلوبهم حدَّ التعفن
منذ وقت وأنا اتابع ما يتم تداوله على وسائط التواصل الاجتماعي من كرم وجود وخيرية وفضل سليلة الدوحة الشريفة العزة منت الشيخ آياه ابن شيخنا الشيخ سعدُ أبيه إذ لا يخلو يوم من تداول فيديو او صوتية أو خبر مكتوب عن فقير اطعمته أو محتاج ساعدته أو قريب آوته وحملت نوائب الدهر، والأقربون أولى بالمعروف، وهذا الجود الحاتمي و الصيت الحسن ليس وليد اليوم فهو امتداد لشلال كرم وفضل يتدفق منذ الأزل ارتوت من معينه الزلال أفريقيا فيضا وتزكية للنفوس وتهذيبا للسلوك يوم نثر شيخ الصالحين فيض اوراد القادرية ليتلقفها الناس وتكون على يده هداية المئات جزاه الله كل خير.
لا غرابة إذا في أن تشابه العزة والطالب بوي وغيرهم من دوحة الفضل والشرف تلك آبائهم فقديما قال الشاعر: إن "من يشابه آباءه فما ظلم"
ولكن الغريب هو ما يثار من جدل حول الموضوع وما يرافقه من تحامل من طرف غوغاء التواصل الاجتماعي ورويبضة زمن التفاهة، فبأي حق ينقم على المرئ مساعدته لأقاربه وارحامه و(الأقربون أولى بالمعروف) كما قال النبي صل الله عليه وسلم وبأي حق يسمح المتحامل لنفسه بتسفيه عطاء الآخرين ويحشر انفه في قضية لا تعنيه في الوقت الذي لا يرضى للناس أن تتدخل في خضوصياته
ف"متى سمحتم لأنفسكم بالتدخل في شؤون الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا"
الحقيقة أن كرم العزة التليد طال الجميع، طال كل فئات الشعب الموريتاني دون تمييز ولا منٍ ولا أذىً وما يتم في الخفاء أكثر بكثير من ما يتم تداوله العلن، لقد عاد حاتم الطائي بمسمى أنثوي والأنوثة تزيد الأشياء ولا تنقصها
فلو كان النساء كمن عنينا @ لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث في الشمس عيب@ ولا التذكير فخر في الهلال
وكرم العزة خلال كل هذه المدة لا يمكن مقارنه الا بكرم حاتم فهي تعطي عطاء من لا يخشى الفقر وحق لها الثناء والمديح فالكرم من الخصال التي مدحتها العرب وتناقل قصصها الركبان وفوق ذلك كله حث عليها الشرع الإسلامي الحنيف
كان النمجاط قبلة الناس من كل حدب وصوب منذ أمد بعيد كانوا يتلقون فيه العلم وتهذيب الأفكار والسلوك وقد أضحى أيضا قبلة المحتاجين وذوي الفاقة وأصحاب الحاجة
بقلم: الشيخ ولد سيدي الملقب سفير الإنسانية