من المسلمات البديهية ، أنه ما من بلد يكتسب صفة الديموقراطية ، يمكن أن يستغني عن إنتخابات نزيهة و شفافة لأن مثل هذه الإنتخابات هي أساس الشرعية الديموقراطية و إحدي أهم دعائم الحكم ، هذا عدا كونها تمنح المواطنين فرصة إخضاع قادتهم للمساءلة و هي من وجهة نظر خبراء القانون الآلية الوحيدة التي تضمن التداول السلمي على للسلطة السياسية. ذلك أن إرادة الشعب التي يعبر عنها في صناديق الإقتراع ، رغم كونها تقر مبدأ حق المواطن في الإنتخاب كما هو متعارف عليه حسب الدساتير و المواثيق الدولية ، فإنها تشكل المصدر الأساسي للسلطة و فرصة ثمينة للشعوب للتعبير بصفة جماعية عن السيادة.
و يري العديد من المراقبين المحليين و الدوليين المهتمين بالشأن السياسي في موريتانيا أن إنتخابات 29يونيو2024م
كانت شفافة و نزيهة و جرت في ظروف مرضية يطبعها الهدوء و التوافق السياسي
بين الفرقاء ولم تسجل فيها حسب علمنا أي خروقات تمس من مصداقيتها.
و بالنظر إلى أن الشعب الموريتاني اليوم
قال كلمته الأخيرة و المتمثلة في تأكيد ثقته في رئيس الجمهورية السيد محمد
ولد الشيخ الغزواني الذي فاز في هذه الإنتخابات بنسبة 56.12 من أصوات الناخبين المعبر عنها ، ليقود البلاد للسنوات الخمس القادمة ، فإنه يتعين علي الجميع الإحتكام للعقل و القانون و لقيم الجمهورية و عدم الإنجرار نحو الفوضي التي لا تخدم إلا أعداء الوطن و تضر بوحدة البلاد و أمنها و إستقرارها.
و نحن إذ نهنئ رئيس الجمهورية علي هذا الفوز المستحق فإننا نعتبر هذا النجاح في المقام الأول هو نجاح للشعب الموريتاني و لتجربته الديموقراطية الرائدة و لقواه الحية رجالًا و نساءا و شبابًا الذين تجاوبوا بشكل فاعل مع رسالة الرئيس و نهجه في الإصرار علي إجراء الإصلاح و التغيير المطلوبين في موريتانيا المستقبل التي
تتسع لجميع أبنائها لأن الرئيس المنتخب هو في النهاية رئيس لجميع الموريتانيين دون إستثناء. و إن غدًا لناظريه قريب.