لو سألتَ أستاذاً للأدب العربي عن أهمّ الكتب في هذا المجال، فقد يكون كتاب الأمالي أوّل ما ينصحك بقراءته، إضافة إلى أمهات كتب الأدب الشهيرة مثل "أدب الكاتب"، و"العقد الفريد" و"بهجة المجالس" و"الإمتاع والمؤانسة" و"مقامات الهمذاني"، دون الحريري!. وقد لاحظت إقصاء مقامات الحريري في نصائح الكثيرين، ويمكنك التأكد من ذلك لو كتبت في محرك البحث "أهم كتب الأدب العربي". والواقع أنّ مقامات الحريري ليست أهمّ من الأمالي فحسب، بل أهمّ حتى من الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي، ولا يوجد أرقى من مقامات الحريري في البديع العربي إلا مقامات الهمذاني ونهج البلاغة الكئيب!. أما كتاب الأمالي، فالواقع أنّه لم تعد له أيّة قيمة لغوية ولا أدبية!. كل ما تريد من هذه الأمالي موجود في لسان العرب لابن منظور!. وإذا أردتَ فوق ما جاء على لسان بن منظور، فإني أنصحك بفقه اللغة للثعالبي. بهذا تكون في غنى تامّ عن الأمالي لأبي علي القالي. أما إذا أردتَ التوسّع والتعمّق أكثر، ولديك نفس أطول من شهر رمضان في القراءة، فإني أنصحك بكتاب الأغاني للأصفهاني، وسيغنيك عن الأمالي، والعقد الفريد، وبهجة المجالس، لكن قطعاً لن يغنيك عن مقامات الهمذاني ولا مقامات الحريري، ولا حتى عن الإمتاع والمؤانسة، مع أنّ فنّ البديع العربي في الإمتاع والمؤانسة ليس ذا نفس طويل، وإنما تجده في عدة ليالٍ من الليالي الأربعين، ثم سرعان ما تلاحظ تراجع الجمال البلاغي، ولا يكاد يعود بقوة إلا في الرسالة الأخيرة التي كتبها التوحيدي للشيخ أبي الوفاء المهندس. وأيضا كتاب الأغاني لن يغنيك عن "أدب الكاتب" لابن قتيبة الدينوري، ولا عن "البيان والتبيين" للجاحظ، لكن أؤكد لك مرة أخرى بأنه سيغنيك عن كتاب الأمالي، خاصة في مجال العاروض (قواعد الشعر)، وهذا غير موجود في الأمالي.
سعيد بودبوز