عام تلو الآخر، تثبت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالدليل القاطع والبرهان الساطع، أنها تغرد منفرده في صناعة أعمال درامية سيخلدها التاريخ المصري بأحرف من نور؛ رافعة فوق أعناقها شعار: (تعزيز الوعي، والحفاظ على الهوية المصرية والعربية)...
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تقدم خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، وجبة درامية دسمة من مسلسلات وبرامج تتناول طرح قضايا اجتماعية وتاريخية ودينية وإنسانية وترفيهية وثقافية، بشكل متنوع ومتعدد للمشاهد المصري والعربي وفي مختلف أنحاء العالم؛ وهو تأكيد بأن الثقافة المصرية ثقافة غنية ومتعددة تسهم في خلق حالة من الوعي لدى مختلف الأجيال.
تطرح الشركة المتحدة خلال شهر رمضان، 20 مسلسلاً درامياً ما بين 15 و30 حلقة، من بطولة كبار نجوم الفن في مصر والوطن العربي، ويشارك فيها أكثر من أربعة آلاف من العاملين في المجال من العمالة المباشرة بالإضافة إلى عشرات الآلاف من العمالة غير المباشرة.. تتنوع المسلسلات ما بين التاريخي والاجتماعي والكوميدي والشعبي والفانتازيا والأعمال المأخوذة عن نصوص أدبية، وذلك لتناسب جميع الأعمار وتخاطب كافة شرائح المجتمع.. ودعماً لصناعة الدراما بشكل متكامل، تعاونت الشركة المتحدة مع 14 شركة إنتاج مختلفة، وأعطت الفرصة للعشرات من الوجوة الشابة في التمثيل والتصوير والتأليف والإخراج، لإثبات جدارتهم وإبراز مواهبهم.. ولا يقتصر عرض مسلسلات الشركة المتحدة على قنواتها فقط، بل تمتد لتشمل شاشات ومنصات معظم الدول العربية، ولأول مرة هذا العام يتم عرض مسلسلاتها مترجمة ومدبلجة في دولتي روسيا وماليزيا.
** الأعمال الدرامية التاريخية عادت لتتصدر الساحة والأذهان مرة أخرى في رمضان، برؤية ثاقبة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من خلال تقديمها مسلسلات بالسباق الرمضاني ذات طابع تاريخي خالص، وذلك بعد النجاح الكبير وتفاعل الجمهور مع مسلسل "الإمام الشافعي" الذي طُرح العام الماضي في موسم دراما رمضان.
وخلال موسم رمضان الحالي، يُعرض العمل الدرامي التاريخي الأروع على الإطلاق، "الحشاشين" للنجم الكبير كريم عبدالعزيز في 30 حلقة من تأليف المبدع عبدالرحيم كمال وإخراج العالمي بيتر ميمي.
وبعد إذاعة 5 حلقات من مسلسل الحشاشين، أستطيع أن أؤكد أنه عمل درامي تاريخي من العيار الثقيل لا يقدر عليه إلا جهات الإنتاج الكبرى كالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.. فالتصوير يمتع المُشاهد، والإخراج متميز جداً، وأداء كريم عبدالعزيز وباقي زملائه الممثلين أكثر من رائع.. استغرق تصوير هذا العمل الضخم عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضي، لكن تأجل لهذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان.
بعد عرض الحلقة الأولى من "الحشاشين"، تصدر المسلسل محركات البحث، وأصبح "الترند" على مواقع التواصل الاجتماعي، وبات المشاهدون يفتشون عن روايات حول ماهية الحشاشين ودورهم في تاريخ الدين الإسلامي.
الحشاشون، هم طائفة شيعية إسماعيلية نزارية، أسسها حسن الصباح، واشتهرت ما بين القرنين 11 و13 ميلادي، وبشكل خاص في إيران والشام، قامت على الاغتيالات والإرهاب، وتُعد مصدر إلهام في أساليبها للحركات الإرهابية حتى الآن.. تقوم الحركة على جذب أعضاء فيها بسلاح الدين، وتؤسسهم على الإقبال على العمليات الانتحارية، واغتالت بالفعل عدداً من الخلفاء والوزراء والشخصيات المعادية لها خلال صداماتها الطويلة مع الفاطميين والعباسيين والسلاجقة والخوارزميين والأيوبيين والصليبيين، وقُضى عليها في فارس على يد هولاكو قائد المغول، وفي الشام على يد الظاهر بيبرس قائد المماليك.
أحداث المسلسل تكشف نهج الجماعات الفاسدة والإرهابية والتكفيرية منذ أيام الحشاشين الذين أرعبوا العالم ونشروا الظلام والضلال والقتل والاغتيالات باسم الدين. وتشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، ومبدأ السمع والطاعة الذي يسير على نهجه أنصار الجماعتين، وكيف نجح مؤسس الحشاشين في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، مثلما فعل حسن البنا مؤسس الإخوان مع أتباعه.
والمقاربة هنا، أنه فور بث مسلسل الحشاشين على شاشات الفضائيات المصرية، شنّت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية حملات شرسة ضد المسلسل وصنّاعه، ما يؤكد أن هناك تشابهاً كبيراً بين الجماعتين الإرهابيتين الأخطر في العالم.
بالفعل هناك عدة أوجه للشبه بين الحشاشين والإخوان الإرهابيين؛ فحسن الصباح زعيم الحشاشين انتهج مبدأ السمع والطاعة الذي سار على نهجه أنصاره، ونجح في إقناعهم بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، مثلما فعلت جماعة الإخوان ودفعت عناصرها للاعتصام في الميادين وتنفيذ القتل والاغتيالات ضد رجال الجيش والشرطة والوطنيين، خلال أحداث يناير عام 2011 وثورة 30 يونيو المجيدة عام 2013.
المرشد أو الأمير أو الإمام، في الجماعتين يفتح طريق الجنة للأعضاء - حسب معتقداتهم - وهو من بيده مفتاح الآخرة، يحكم مجموعة من البشر بتفويض إلهي ويمنحهم الجنة المزعومة والخلاص، ويصبح في نظرهم المنقذ والمخلص، ويحرك المرشد في الجماعتين المجموعات التابعة له حسب إرادته وأهوائه.
هناك تشابه بين الجماعتين في تشكيل البنية الهرمية والإدارية لهما، حيث يجلس على قمة الهرم شخص واحد يحكم قاعدة من الموالين له مثل حسن الصباح في الحشاشين وحسن البنا في الإخوان، ويقدم الأتباع في الجماعتين أرواحهم للمرشد مقابل الحصول على الجنة المزعومة، هذه القاعدة يوجد بينها وبين بعضها ترابط شبكي وتتحرك وفق أوامر ونواهي محددة، وتؤمن بعقيدة واحدة وتنفذ المهام الموكلة إليها، وهنا يتحقق الخطر حيث ينظر هؤلاء الأتباع للآخر كعدو يجب الاستنفار والاحتشاد للقضاء عليه وقتله، وكان فدائيو الجماعتين يقاتلون القادة في الجيوش والحكومات ويوجهون سمومهم للحركات الوطنية وليس للمحتلين، كما كانوا أداة وخنجراً مسموماً في ظهور أوطانهم ومجتمعاتهم.
استلهم حسن البنا من حسن الصباح مبدأ السمع والطاعة العمياء الخطير، فالصباح أمر أحد أفراد جماعته بإلقاء نفسه من فوق جبل القلعة، وأمر آخر بالانتحار بالسيف ليثبت لرسول السلاجقة المفاوض مدى تحكمه في أتباعه.
وجه شبه آخر بين الجماعتين الإرهابيتين، هو مسألة اعتماد الاغتيالات وسيلة للعمل العسكري والمواجهة مع الخصوم، ووجود ما يعرف بالفدائيين في صفوفهما لتنفيذ عمليات الاغتيال والعمليات الانتحارية لصالح المرشد أو الإمام.. سعى الحشاشون لتفكيك الدول وقتل سلاطين المسلمين الأقوياء وحاولوا اغتيال القائد صلاح الدين الأيوبي، واغتالوا الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي الذي كان بمثابة رئيس الحكومة، وحاولوا اغتيال الإمام أبو حامد الغزالي لفضحه انحرافاتهم العقائدية. مثلما عملت جماعة الإخوان الإرهابية على تقويض الدول من الداخل وقتل زعمائها، ونفذ الإخوان الإرهابيون عمليات اغتيال عديده على مر تاريخهم الإجرامي، كرئيس وزراء مصر في العهد الملكي محمود فهمي النقراشي، وأيضاً القاضي المصري الخازندار، واغتالت الجماعة النائب العام هشام بركات والمقدم محمد مبروك.
** شكراً كبيرة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لأنها بمثل هذه الأعمال التاريخية العظيمة تكشف للجمهور أصول وفكر الجماعات الإرهابية، وتنشر الوعي بحقيقة وجذور تلك الجماعات المتطرفة خارج إطار النخبة كالباحثين والمثقفين، إلى الجماهير العريضة من متابعي الدراما.
فلنتابع معاً الحلقات القادمة من مسلسل الحشاشين، لنتبين سوياً أصول وفكر أول تنظيم إرهابي عرفه التاريخ الإسلامي.
وننتظر أيضاً في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، عرض مسلسل "جودر" للنجم ياسر جلال، من إخراج إسلام خيري وتأليف أنور عبدالمغيث، والذي يأتي في 15 حلقة، امتداداً لسلسلة "ألف ليلة وليلة" الشهيرة التي تعتبر علامة مميزة للدراما المصرية التاريخية والأسطورية.
بدون شك، برزت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في إنتاج الدراما التاريخية على مدار السنوات الماضية، حيث قدمت الشركة سلسلة من المسلسلات التاريخية المميزة التي استحوذت على اهتمام الجمهور، وأعادت للفن المصري رونقه وتألقه كما كان في السابق، وذلك من خلال الاهتمام بالتفاصيل التاريخية والبحث الدقيق.. ونجحت المتحدة في إعادة إحياء فترات تاريخية مهمة وإبراز الشخصيات التاريخية بشكل ملموس ومؤثر، وبفضل عمليات الإنتاج الضخمة والجودة العالية حققت أعمال المتحدة نجاحاً كبيراً وحظيت بقبول واسع من الجمهور والنقاد على حد سواء.
الشركة المتحدة حريصة على تقديم فن هادف يلامس العقول المصرية، ويطرح القضايا للنقاش، وتداول الأفكار والرؤى المختلفة، بالإضافة لحرصها على الحفاظ على التراث المصري والهوية الوطنية وتعزيز الانتماء، من خلال الاعتزاز بالعادات والتقاليد والحفاظ على المبادئ الأخلاقية والدينية، وكذلك مواجهة الأفكار التي تستهدف استقرار مصر وشعبها وضياع هويتها.. الشركة المتحدة تصنع درعاً لحماية الأجيال القادمة من محاولات استهداف عقولهم وضياع هويتهم والتشكيك في أصول ثقافتهم ودينهم، وبالفعل تلعب دوراً مهماً في تنمية الوعي لديهم وزرع القيم الإيجابية منذ الصغر، بما يسهم في تعزيز التماسك المجتمعي وحماية الأمن القومي، والحفاظ على عقول المصريين من محاولات زرع أفكار لا تتناسب مع الهوية المصرية.. الشركة المتحدة تحاول تجسيد الواقع وتقوم على تغييره للأفضل وترسيخ القيم والمثل في المجتمع.. هذه النهضة الدرامية والفنية تؤكد أن مصر تحتفظ بالقوة الناعمة التي تقود بها الفكر وتتصدى للأفكار المتطرفة ودعم وعي المجتمع، نحو آفاق أرحب ومستقبل أكثر إشراقاً للمجتمع المصري.
وإيمانا منها بأن الطفل هو الحاضر والمستقبل، تقدم الشركة المتحدة محتوى متميز للأطفال طوال شهر رمضان المبارك، وتعرض لأول مرة 4 أعمال كارتون جديدة وهي "يحيى وكنوز 3" الذي يسعى إلى تعزيز الهوية المصرية لدى الأطفال، وكارتون "نوره" الذي يقدم بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وكارتون "نور والكوكب السعيد" الذي يقدم بالتعاون مع الأزهر الشريف، وكارتون "سر المسجد" الذي يبحث في عمارة المساجد ويحمل رسائل دينية وتربوية هامة للأطفال.
ويبقى القول، إن الدور البارز للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في نشر الوعي والحفاظ على الهوية المصرية من خلال إنتاج دراما رمضانية وتاريخية؛ يثبت أنها قائدة في صناعة الدراما التلفزيونية ويعيد الأمل والحماسة للمشاهدين وصناع الفن في مصر ويساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني في العالم العربي، فمن خلال إنتاجها الضخم والمتميز تمكنت الشركة المتحدة من إعادة الأمل والثقة لصناعة الدراما التلفزيونية المصرية والعربية ونجحت في إحداث تغيير إيجابي من خلال تقديمها لأعمال مبتكرة تلبي التطلعات، وبفضل استثمارها في الكتابة المتميزة واستخدام التقنيات الحديثة في الإنتاج استعادت الدراما التلفزيونية المصرية مكانتها ونجاحها السابق.
أمل الحناوي دراما المتحدة الوعى الوعى التاريخى التراث المصرى مسلسلات رمضان الهويه المصريه