فى إطار مواصلة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والإصرار على شن عملية رفح رغم تحذيرات كل دول العالم من خطورة هذه العملية، هناك ثمة تطور أكثر خطورة قد يطرأ على المشهد الإقليمي باشتعال جبهات المواجهة المفتوحة في البحر الأحمر من جانب الحوثيين باليمن، ومن جانب حزب الله بلبنان وكذلك من جانب فصائل المقاومة العراقية، وهو ما يجب أن يفهمه نتنياهو ومن خلفه الولايات المتحدة، لأنه كلما راوغ أو ماطل نتنياهو على موائد المفاوضات زادت حدة المواجهات على صعيد هذه الجبهات
.قد يقول قائل، إن الولايات المتحدة مطمئنة بعض الشئ لنجاحها فى فك الارتباط بين مكونات محور المقاومة والعمل على تحييد بعض الجبهات باتباع كافة السبل والتحركات سواء كانت هذه التحركات علنا أو سرا أو من خلال تواجد قواتها فى المنطقة أو تشكيل تحالفات للمواجهة، لكن وإن كان هذا قد حدث بعض منه، لكن ما يجب أن تعلمه الولايات المتحدة أن التنسيق بين مكوّنات محور المقاومة يشهد أعلى مستوياته في الوقت الراهن، خاصة فى جبهة البحر الأحمر وحديث الحوثيين على أن عملياتها ستشهد نقلة نوعية من حيث الاستهداف ونوعية السلاح وطرق التصعيد، وكذلك جبهة حزب الله الذى أعتقد أنها على بارميل بارود وأنه سيأتى يوما سينفجر مهما كان الحرص على الالتزام بقواعد الاشتباك المتفق عليها بين حزب الله وإسرائيل.
لذلك، فان الوضع في جبهات المواجهة - التى ما زالت مفتوحة - مع الاحتلال وداعميه، ستشهد تصعيدًا نوعيًا في ظل استمرار سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال للضغط على المقاومة على طاولة التفاوض، وخاصة ما يقوم به نتنياهو من حصار وتجويع وتشريد مليونين ونصف من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ وهدم المستشفيات وارتكاب المجازز فى حق الفلسطينين كل يوم.
لذا، نستطيع القول، إن نهج المراوغة الذي يتبعه نتنياهو فى المفاوضات، لكسب مزيد الوقت والهروب من من الضغوط الخارجية والداخلية، من شأنه أن يؤجح جبهات المنطقة في ظل ما يشكله من تهديد لمصالح قوى إقليمية ودولية على حد سواء، ما ينذر بنشوب حرب إقليمية ستطول الجميع ..