استنكر جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي السابق، الممثل الشخصي الحالي للرئيس الفرنسي إلى لبنان، “العنف العشوائي المفرط“ الذي ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة، معتبراً أن ما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعارض مع مصالح إسرائيل.
وقال لودريان، في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنفو”، إن “العنف المفرط العشوائي” في قطاع غزة “مروع ولا يساعد في أمن إسرائيل في المستقبل”. فبعد أكثر من خمسة أشهر من “الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي اندلعت بعد هجوم دموي من قبل الحركة الإسلامية، تستمر الخسائر البشرية في الارتفاع في القطاع الفلسطيني وتخشى الأمم المتحدة حدوث مجاعة واسعة النطاق”.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي السابق وقبلها وزير الدفاع في عهد فرانسوا هولاند (2012-2017)، قائلاً: “ما يحدث في غزة دراماتيكي. إنها كارثة فاضحة وهي أيضا كارثة على إسرائيل”.
وحذر قائلاً: “القضاء على أيديولوجية حركة حماس لن يتم من خلال القضاء على آلاف الأطفال، وآلاف النساء، وآلاف الرجال في غزة”.
وأضاف، قبل أن يستأنف المبدأ الذي دافعت عنه فرنسا والاتحاد الأوروبي المتمثل في حل الدولتين، مع البناء إلى جانب “الدولة العبرية، دولة فلسطينية”، “في مرحلة ما، علينا أن نتوقف”.
وشدد جان إيف لورديان على أن “ضمان أمن إسرائيل في المستقبل هو وجود دولتين (…)، وعلى أنه ليس هناك خيار، المجتمع الدولي برمته يقول ذلك. وللقيام بذلك، يجب أن تكون هناك هدنة”.
كما شدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية سابقاً على “ضرورة إطلاق سراح الرهائن ومن ثم البدء تدريجياً في عملية سياسية”، معتبراً “كل ما يفعله بنيامين نتنياهو يتعارض مع مصلحة إسرائيل”.
مخاوف من “امتداد الصراع”
ويرى لودريان، الذي بنى النفوذ الفرنسي في العالم على مدى نحو عشر سنوات، أن “التطرف الإسرائيلي” يخلق “توترات” يمكن أن تؤدي إلى “توسيع الصراع”، مشدداً على خشيته من اتساع دائرة الصراع، في إشارة إلى الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة.
واعتبر الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية أن الرابح الأكبر من كل هذا هو إيران، قائلا: “إيران حالت دون توقيع اتفاق بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وأظهرت في نهاية المطاف أن إسرائيل ليست الدولة التي لا تقهر، ووضعت القضية الفلسطينية في قلب المناقشات وجعلت من نفسها الطرف الرئيسي في كل هذا، والمتحدث الرسمي الرئيسي والتي، في الوقت نفسه، تواصل عملياتها للحصول على أسلحة نووية”، يقول جان إيف لودريان.
كما حذر وزير دفاع وخارجية فرنسا سابقاً من أنه “من الضروري للغاية تجنب فتح جبهة جديدة للصراع على الحدود بين لبنان وإسرائيل”، التي تشهد أعمال عنف يوميًا بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من طهران وحليفة حركة حماس.
وقال: “لا أعتقد أن حزب الله يريد المواجهة، ولا أعتقد أن إسرائيل تريد ذلك، باستثناء أنه ربما هناك عناصر في المعسكرين تريد ذلك، ويمكن أن تقع حوادث ويمكن أن تكون الدوامة دراماتيكية”.