أقام فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الخميس بأحد أجنحة القصر الرئاسي في نواكشوط، حفل إفطار على شرف رؤساء التشكيلات السياسية الوطنية والأئمة والنواب وممثلي هيئات المجتمع المدني.
وحضرت الإفطار السيدة الأولى، الدكتورة مريم بنت الداه، كما حضره معالي الوزير الأول، السيد محمد ولد بلال مسعود، ورئيس الجمعية الوطنية، ورئيس المجلس الدستوري، ورئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيران المستشاران برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ورئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم.
وحضر الإفطار كذلك المكلفون بمهام والمستشارون في رئاسة الجمهورية، وفي الوزارة الأولى، ووالي نواكشوط الغربية، وبعض القادة العسكريين والأمنيين، وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات والهيئات الدولية المعتمدين في موريتانيا.
وقدم عدد من الأئمة خلال اللقاء مجموعة من المحاضرات حول فضائل شهر رمضان الكريم وما يوفره من قيم عالية، وما يجب أن يتمتع به المسلم من سلوك تبعا لما تمليه المدرسة الرمضانية من قيم فضيلة تدعو للتآخي والمحبة والتعاون والتكافل، والدور الذي يجب أن يقوم به العلماء للمحافظة على السلم ومكافحة التطرف والمسلكيات المخلة بالأمن والاستقرارفقد ركز فضيلة الشيخ الشيخ ولد صالح، الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين، في المحاضرة الأولى التي كانت تحت عنوان: “دور العلماء في نشر السلم ومحاربة الفتنة”، على المكانة التي يتمتع بها العلماء في المجتمع مما يؤهلهم ليكونوا مؤثرين أكثر من غيرهم وموجهين لتعزيز دعائم الأمن والاستقرار ومحاربة مصادر التطرف والإرهاب.
واستعرض ما يجب أن يتصف به العالم من شروط وصفات بدءا بسعيه للمحافظة على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، ومحاربة كل ما يخل بذلك، من خلال نشر العلوم الدينية والقيام بدروس الوعظ والإرشاد، ونزع فتيل الفتنة، وإصلاح ذات البين، والرد على الشبه المؤدية للفتنة والتطرف، ونشر القدوة الصالحة، والتوجيه باحترام الصلاحيات وتبيين الحكم الشرعي في علاقة الحاكم بالمحكوم.
وأبرز الآيات الشريفة والأحاديث النبوية التي تحذر من خطورة الفتن التي تهدد كيان الدول وتزعزع استقرارها ورخاءها، مشيرا إلى أن للفتن عناوين متعددة مترابطة فيما بينها من ضمنها كل قول أو عمل يؤدي إليها، والتكفير، والهرج الذي هو انتشار القتل بين أفراد المجتمع.
وأشار إلى أن موريتانيا من الله عليها بقائد يتصف بصفات عالية مكنت قيادته البلاد من أن تسير في جو من التآخي والتآلف والتهدئة والأمن والاستقرار وهو ما يتطلب منا جميعا المحافظة على هذا المنهج الحكيم.
واستعرض كل من الفقيه أحمد عبد العزيز سي، والفقيه محمد ولد القاظي، في المحاضرتين الثانية والثالثة واللتين كانتا تحت نفس العنوان:” فضل الصوم”، فضائل شهر رمضان الكريم، وما يجب أن يتحلى به المسلم خلال هذا الشهر الفضيل من رجوع إلى الله تعالى والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
وتحدثا عن المقاصد والأهداف من الصيام التي تتجاوز الابتعاد عن شهوتي البطن والفرج إلى سمو الروح ليتسم الصائم بصفات أهل البر والإحسان سبيلا للوصول إلى أعلى درجات التقوى.
واستعرضا فضائل الصوم التي بالإضافة لكونها سبب في تكفير الذنوب، فهي تهذب النفوس وتحث على الالتزام بعبادة الله والتقيد بحدوده والابتعاد عن نواهيه، إضافة لكونه مدرسة لتهذيب النفوس وتزكيتها وتعزيز التراحم والتكافل بين أبناء المجتمع.