تأخر افتتاح معرض باريس الدولي للزراعة صباح هذا السبت، في مركز المعارض “بورت دو فرساي”، وسط أجواء مشحونة جداً، في ظل سياق يشهد غضب المزارعين في فرنسا وبلدان أوروبية بشأن التكاليف والبيروقراطية واللوائح البيئية.
وسط أجواء من التوتر، وصل الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المعرض، قبل ساعة من افتتاحه الرسمي، للقاء النقابات العمالية، لكن عشرات المتظاهرين الغاضبين من الحضور الغفير لرجال الأمن اقتحموا بوابة دخول المبنى مبكراً، قبل أن تندلع اشتباكات بين المزارعين ورجال الأمن داخل المعرض.
دخل المتظاهرون إلى مركز المعارض دون أن يتم تفتيشهم قبل الافتتاح الرسمي، وكان من بينهم المزارعون الغاضبون، الذين يمكن التعرف عليهم من خلال أعلامهم وقبعاتهم المميزة.
وأثناء بحثهم عن رئيس الجمهورية في الممرات، تشاجروا مع رجال الشرطة الذين كانوا يحاولون إيقافهم، وتم تبادل الضربات. وتم احتواء المتظاهرين، لكن الصفارات وصيحات الاستهجان كانت تصم الآذان.
وفي الوقت نفسه، كان الرئيس ماكرون في مكان آخر في مركز المعارض، آمنًا، حول طاولة للقاء المسؤولين النقابيين. وفي كلمة له، من داخل قاعة مغلقة، داخل المعرض، شدد ماكرون على ضرورة أن “يمر المعرض في ظروف جيدة”.
وفي علامة أخرى على توتر العلاقات بين الحكومة والمزارعين، اضطر الرئيس ماكرون إلى إلغاء “النقاش الكبير” الذي كان يريد أن يعقده اليوم في قلب المعرض مع المزارعين وشركات تصنيع الأغذية وتجار التجزئة. لكن ممثل أكبر نقابة زراعية في البلاد أعلن عن مقاطعة هذا النقاش، وذلك لعدة أسباب، بما فيها دعوة حركة مدافعة عن البيئة إليه. وهي حركة يعتبرها العديد من المزارعين “حركة معادية”.
وعشية افتتاح المعرض، الذي يعد حدثاً كبيراً يجذب سنويا حوالي 600 ألف زائر على مدار أيامi التسعة، دخلت عشرات الجرارات إلى باريس، وأطلقت أبواقها بصوت عال. وحملت إحدى الجرارات لافتة كتب عليها “ماكرون أنت تزرع بذور العاصفة، فكن حذراً مما ستحصده”.
وفي محاولة لامتصاص غضب المزارعين، أعلنت الحكومة الفرنسية في الأسابيع الأخيرة عن تدابير داعمة للعالم الزراعي، وهو ما دفع المزارعين إلى رفع الحواجز التي كانوا قد أقاموها على الطرق الرئيسية في البلاد.
ويحتج المزارعون في فرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا في منذ أيام، للمطالبة بدخل أفضل والحد من البيروقراطية. كما أنهم يشكون من المنافسة “غير العادلة” من السلع الغذائية الأوكرانية، التي حصلت على إعفاء من الرسوم الجمركية، من قبل الاتحاد الأوروبي، لدعم أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها.