تزامنا مع مفاوضات عالقة.. حملة إسرائيلية على قطر وتوقعات بأن يردّ السيسي مجددا على هاتف نتنياهو

خميس, 01/25/2024 - 08:28

في ذروة الاتصالات مع حماس من أجل إنجاز صفقة جديدة تعيد المحتجزين في غزة منذ 110 أيام، وعلى خلفية تقارير صحافية في العالم عن تقدم في المداولات السرية، يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نفسه في خلاف مع الوسيطتين قطر ومصر، تزامنا مع اختلافات معلنة في الموقف مع الإدارة الأمريكية.

واتهمت الخارجية القطرية نتنياهو بـ”خلط الحسابات بدوافع شخصية والمساس بمساعي الوساطة”. وكان نتنياهو بحسب تسريبات صوتية بثتها القناة 12 العبرية، قد حمل على قطر، وقال إنها لا تمارس ضغطا على حماس من أجل تليين موقفها، معربا أيضا عن خيبة أمله من ضعف الضغط الأمريكي على قطر.

وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم الخارجية القطرية، إنه إذا “ما تبيّن أن هذه التصريحات حقيقية، فإن نتنياهو يشوّش جهود الوساطة لدواع يبدو أنها تخدم مستقبله السياسي، بدلا من منح إنقاذ الأبرياء أولوية بمن فيهم محتجزون إسرائيليون”.
وأضاف الأنصاري: “إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوّض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليون”.

وردا على مزاعم نتنياهو أن الولايات المتحدة أيضا لا تمارس ضغطا كافيا على قطر لاستعادة المحتجزين، قال الأنصاري في مهاجمته نتنياهو شخصيا: “بدلا من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.

ويقول نتنياهو في التسريبات إنه لا يشكر قطر على جهودها لأنها لا تفعل ما هو مختلف عما تفعله الأمم المتحدة، بل وبمفهوم معيّن أكثر إشكالية، منوها أنه مع ذلك، فهو مستعد حاليا لاستخدام كل جهة من أجل إعادة المحتجزين إلى بيوتهم. وتابع: “لا توجد عندي أوهام بالنسبة لقطر ودعمها لحماس، فهي تقوم بتمويلها. وقد غضبتُ في الآونة الأخيرة، ولم أخفِ ذلك عن الولايات المتحدة التي جدّدت اتفاقها حول القاعدة العسكرية الأمريكية مع قطر”.

وشن وزير المالية الوزير الإسرائيلي، المستوطن بتسلئيل سموتريتش، حملة على قطر، وقال إنها دولة تناصر وتموّل “الإرهاب” وهي الوصية على حماس، ومسؤولة إلى حد بعيد جدا عن المذبحة بحق المدنيين الإسرائيلين في السابع من أكتوبر.

سموتريتش المتهم بتأييد إرهاب المستوطنين، وسبق أمن دعا لحرق بلدة حوارة الفلسطينية، هاجم الدول الغربية أيضا زاعما أن تعاملها مع قطر يشوبه النفاق والاعتماد على مصالح لاغية. متجاهلا مسؤولية إسرائيل عن تدمير قطاع غزة بالكامل، وحمل على قطر التي من شأنها أن تشارك في إعمار غزة، قائلا: “الواضح أن قطر لن تكون متداخلة بما سيجري داخل القطاع بعد نهاية الحرب”.

الجميع يعرفون من هي قطر
رغم محاولته التحدث بحذر ودبلوماسية، انضم سفير إسرائيل في الأمم المتحدة غلعاد أردان لنتنياهو وسموتريتش في توجيه الانتقادات لقطر، بقوله للإذاعة العبرية العامة صباح اليوم الخميس، إن هذا ليس الوقت لتبادل التهم مع قطر، زاعما أن المحتجزين هم في رأس سلّم اهتمامات إسرائيل حتى عودتهم.

أردان الذي سبق وهاجم روسيا أمس لانتقاداتها إسرائيل في حربها على غزة، تابع اليوم انتقاده لقطر قائلا: “كل مستمع يعرف من هي قطر وماذا تريد وما لا تريد”.

وحمل وزير الزراعة، وعضو مجلس الكابنيت آفي ديختر على قطر بشكل أقل دبلوماسية من أردان، بقوله لإذاعة جيش الاحتلال اليوم، إن قطر لعبت دورا في الماضي، وللأسف باتت الدوحة مقر قيادات حماس في الخارج”.

وفي محاولة للانتقام من قطر، يدعو ديختر للتعامل مع مصر كوسيط مركزي، خاصة أن إسرائيل تدير معها شبكة علاقات ومداولات سرية واسعة. مشيرا إلى أن “المساعي مقابل حماس لم تثمر، وقطر تلعب دورا مركزيا بسبب تمويلها لحماس ولا خيار لدينا من حيث الوساطة”.

وردا على سؤال حول توتر العلاقات بين نتنياهو والسيسي، قال ديختر إن “مداولات الوساطة لتحقيق صفقة تبادل لا تتم من خلال نتنياهو والسيسي، بل من خلال مهنيين ومبعوثين، وأنا أعتقد أن الحديث عن توتر مع السيسي مبالغ به، وعلاقاتنا معه وثيقة جدا”.

وخلص ديختر للقول إن استمرار الضغط على حماس يرفع جاهزيتها في غزة من أجل صفقة، وشدد على ضرورة التركيز في وساطة مصر بالأساس. زاعما أن “قطر متورطة بدعم حماس فيما بنته في غزة، وهذا يفسّر لماذا تلعب الدوحة دورا في الوساطة اليوم”.

ولكن حتى الآن الضغط غير فعال؟
ردا على ذلك، قال ديختر إن إسرائيل حدّدت هدفين للحرب، وهي تتقدم نحوهما ولا يوجد أي سبب للعجلة، فـ”الحرب مع الإرهاب خطيرة وتحتاج لصبر، ونحن نقترب من تدمير بنى حماس العسكرية، ولكن للأسف ما زال محتجزون كثيرون داخل القطاع. سنعلم أن هياكل حماس انهارت عندما تتوقف عن تسلم المعونات الإنسانية وعن فقدان سيطرتها على وكالة الغوث وغيرها من الأمور. الهدف الأعلى هو استعادتهم وهذا موقف الكابنيت”، بحسب مزاعمه.

مصر والأردن
وقبل ذلك، كُشف النقاب في إسرائيل عن رفض رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، الرد على مكالمة هاتفية من نتنياهو.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن نتنياهو غير مكترث بذلك، مؤكدا أن المكالمة مع السيسي ستتم قريبا، وذلك رغم تحدثهما طيلة الحرب حسب تقارير صحافية عن تزايد التوتر بين مصر وإسرائيل حول نية الأخيرة احتلال محور فيلادلفيا الحدودي، وحول اتهامات إسرائيلية بدخول سلاح لحماس من سيناء.

وأفادت مصادر في إسرائيل، أن حكومتها تدرس إمكانية معاقبة الأردن أيضا بسبب مواقف وزير خارجيته أيمن الصفدي ضدها على خلفية مذابحها في القطاع، موضحة أنها تدرس إمكانية خفض كمية المياه المحوّلة للجانب الأردني من 100 مليون متر مكعب، إلى 50 مليونا.

نتنياهو- بايدن
توضح “يديعوت أحرونوت” أن هناك ازديادا في التوتر بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن. وتنقل عن مصادر أمريكية قولها إن بعض مساعدي بايدن يحثونه في المدة الأخيرة للقول علانية أنه فقد الثقة بنتنياهو لأن يماطل في الحرب ويطيل أمدها بدوافع سياسية.

كما تقول الصحيفة العبرية إنه منذ محادثة نتنياهو وبايدن والتي أعقبتها ردود فعل واسعة بعدما رفض الأول مقترح الثاني لصفقة كبرى تشمل تسوية الدولتين، “تصدر من واشنطن أنباء أنه حتى أصدقاء إسرائيل في الكونغرس بينهم مشرعون جمهوريون، محبطون من نتنياهو، ويخشون أنه متأثر باعتبارات سياسية” منوهة أن هذا ما قاله أيضا الناطق بلسان الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أمس.

الفيديو

تابعونا على الفيس