شنت الولايات المتحدة ضربات جديدة على أهداف لجماعة الحوثيين في اليمن فجر اليوم السبت، وذلك بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة للحوثيين، بهدف ما تسميانه إضعاف قدراتهم على شن هجمات في البحر الأحمر، فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الجديدة في اليمن استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، مشيرا إلى أن الغارات أقل نطاقا بكثير من سابقتها ونفذتها واشنطن بشكل منفرد.
وأفاد مراسل الجزيرة في صنعاء محمد العطاب بسماع دوي انفجارات عدة، خاصة في الجهة الشمالية من المدينة، وذلك بعد 24 ساعة من الضربات الأولى على مواقع للحوثيين في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى من قبل واشنطن ولندن بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات جماعة الحوثي على شن هجمات في البحر الأحمر.
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني -نقلا عن تصريحات مسؤول أميركي لعدد من وسائل الإعلام الأميركية- إن الضربة محدودة جدا وموجهة واستهدفت منشأة رادار في الحديدة.
وأشار المراسل إلى أن الضربة ربما تكون استباقية تحذيرية حتى لا ينفذ الحوثيون تهديداتهم بالرد.
وقد وصم الرئيس الأميركي جو بايدن جماعة الحوثي في اليمن بالإرهاب، وتوعد بالرد إذا استمرت في السلوك نفسه، على حد قوله.
وأضاف بايدن أنه تم تنفيذ الضربات لردع وإضعاف قدرة الحوثيين على شن هجمات مستقبلية، وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات حسب الضرورة للتصدي لأي تهديدات أو هجمات.
وردا على ذلك، كتب عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثيين حزام الأسد على منصة إكس قائلا "تريدها واشنطن حربا مفتوحة، فلتكن".
وقبل ذلك، جددت جماعة الحوثي تأكيدها على أن جميع المصالح الأميركية والبريطانية باتت أهدافا مشروعة لقواتها، وذلك ردا على العدوان المباشر والمعلن على اليمن
تجنب التصعيد
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى عدم التصعيد بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، كما حث الدول التي تحمي سفنها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى الالتزام بالقانون الدولي.
وأكد غوتيريش في تصريحات أدلى بها المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك مجددا أن الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر غير مقبولة، وتعرض سلامة سلاسل الإمداد العالمية وأمنها للخطر، ولها تأثير سلبي على الوضع الاقتصادي والإنساني في العالم أجمع.
ولاحقا، قال خالد خياري مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن الدولي "نحن نشهد دورة عنف تهدد بعواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية كبرى في اليمن والمنطقة"، مضيفا أن هذه التطورات في البحر الأحمر تثير القلق كمخاطر تفاقم التوترات الإقليمية.
بدوره، أدان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الضربات الأميركية والبريطانية ووصفها بأنها "عدوان مسلح سافر".
لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد حذرت من أن سفن كل البلدان عرضة لتهديد الحوثيين على الشحن عبر البحر الأحمر.
وشددت غرينفيلد على أنه من دون دعم إيراني سيواجه الحوثيون صعوبات في تعقب سفن تجارية بفاعلية وضربها لدى عبورها مسارات الشحن.
من جانبها، اعتبرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد أن لندن اتخذت إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة دفاعا عن النفس.
ضبط النفس
من جهتها، دعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بشأن العمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع عدة في اليمن.
وأعرب الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي في بيان أمس الجمعة عن بالغ القلق بشأن التطورات والأحداث الجارية في منطقة البحر الأحمر والعمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع عدة في الجمهورية اليمنية.
وأكد البديوي على أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، داعيا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، وتجنب الإضرار بالمدنيين في اليمن.
وتضامنا مع قطاع غزة -الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أميركي- يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
المصدر : وكالات