رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هارتسي ليفي، يقدم برهانا إضافيا على تهم جنوب افريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين حيث أضاف لهم القرى اللبنانية.
فخلال زيارة قام بها منذ ساعات لجنوده على الحدود اللبنانية، قال لهم رئيس الأركان "إننا قادرون على تدمير أي قرية لبنانية". تصريح واضح ووقيح بنية الإبادة الجماعية لسكان تلك القرى. قبله وعلى نفس الوتيرة وتبعا لنفس المنطق والرؤى لدى قادة الكيان الصهيوني، القائمة على الإبادة الجماعية، قال وزير الدفاع يوآف غالانت، مستهدفا العاصمة اللبنانية، بعد ما يزيد على شهر من الحرب:
"ما نقوم به في غزة نعرف كيف نكرره في بيروت (...) طيارونا يجلسون داخل قمرات الطائرات المستعدة للتوجه للشمال ، لدينا كل ما يلزم لنفعل نفس ما نقوم به في الجنوب. سلاح الطيران قوته هائلة، ونحن لم نستخدم عشرة في المائة من تلك القوة في غزة".
وتأتي تصريحات هارتسي ليفي تزامنا مع افتتاح اجتماعات المحكمة الدولية التي تبت منذ صباح اليوم في تهم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين تقدمت بها جنوب افريقيا ضد إسرائيل. وكأن القائد العسكري الإسرائيلي لا يبالي بالقانون الدولي حتى عندما تكون بلاده في قفص الاتهام!
على ماذا يعول هو ووزير دفاع بلده؟ الجواب: الولايات المتحدة ومن يدورون في فلكها الصهيوني.
لكن يقول المثل الشعبي الموريتاني:"أم السارﮒ ما أتم ألا امزغرته" (زغاريد أم السارق سوف تتوقف حتما يوما ما). ويبدو أن ذلك اليوم الذي ستعجز فيه أم السارق -الولايات المتحدة- وتغلق فاها الداعم للكيان الصهيوني، مجبرة، يقترب شيئا فشيئا.
وللتذكير تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقب عليها، المعتمدة في هذا الشأن كقانون دولي، على ما يلي:
"المــادة الثانية
في هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً.
( د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.
المــادة الثالثة
يعاقب على الأفعال التالية:
( أ ) الإبادة الجماعية.
(ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية.
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية."
وعملا بهذه النصوص وغيرها من القانون الدولي، وعلى ضوء تصريحات وزير الدفاع وقائد الجيش الإسرائيليبن، وجرائم قواتهما في غزة، فأول سؤال يتبادر إلي الذهن هو : كيف يمكن لإسرائيل أن تفلت من القانون الدولي، خاصة المادة 2، الفقرات: أ، ب، ج؛ والمادة 4، الفقرات: أ، ب، ج، د، ه؛ المذكورة آنفا؟
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)