حذَّر وهدد منذ ساعات ديفيد بارنيا، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، قائلا:
"لتعلم كل أم عربية شارك ابنها في عملية 07 أكتوبر بأن دمه مهدور."
تُرى كيف ستكون ردة فعل الولايات المتحدة وبريطانيا لو أن هذا الكلام صدر عن مسؤول روسي أو صيني أو إيراني، وأبدل كلمة "أم عربية" بكلمة " أم إسرائيلية" أو "أم أوكرانية"، وعبارة "عملية 07 أكتوبر" بمَعلم زماني أو مكاني يشير إلى حرب في صالح أعداء اسرائيل أو أعداء الولايات المتحدة؟
الجواب، من السهل التنبؤ به. في هذه الحالة التي افترصنا، عبارة "أم إسرائيلية" أو "أم أوكرانية" لها دلالتان إجراميتان، لا يُقبل السكوت عليهما بأي حال من الأحوال:
1. دلالة إرهابية. ترهيب أمهات المقاتلين الإسرائيليين أو أمهات المقاتلين الأوكرانيين. وكأن الامومة التي ينتج عنها أعداء تشكل ذنبا عظيما يجب معاقبته على الأقل معنويا ونفسيا عبر بث الرعب بين صفوف النساء في الدول أو الأقطار المعادية.
2. دلالة عنصرية. عملا بافتراضنا، فإن رئيس المخابرات الإسرائيلية لم يقل "كل أم شارك ابنها..."، بل خص بالذكر الأمهات الإسرائيليات والأمهات الأوكرنيات. مما يعني معاداته الصريحة والمعلنة للعنصر الإسرائيلي أو للعنصر الأكراني.
لكننا حين نضع جانبا الافتراضات الخيالية، ونعود إلى ما قاله رئيس المخابرات الإسرائيلية، فلن نلاحظ فيه ما يسيء إلى الولايات المتحدة ولا للمملكة المتحدة. لأنه قال: "لتعلم كل أم عربية..." إلخ. فالأمهات العربيات أعداء، يجب بث الرعب في قلوبهن حسب منطق الموساد. لكن الأمر ليس باليسير. فقدرة أمهات المجاهدين على التضحية والصمود أقوى من رسائل الترهيب والوعيد الإسرائيلية.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)