"وإن أعادوا لك المقاهي القديمة من يعيد لك الرفاق" ومن يعيد لك مسغارو ولد اغويزي، من يعيد لك تاريخا حافلا بالأمل والعطاء ، تاريخا ضاجا بالمعنى الحقيقي للرجولة ومساندة الناس ، تاريخا حافلا بالإيثار استتباب الأمن والإنسانية المحضة!
نعم قد يعيدون لي إدارة الأمن وقد أزورها مرارا وتكرارا ، وقد أمر بها كما كنت أفعل ذي قبل
لكن هل ستجود علي الصدفة باستعادة الماضي الذي كنت فيه شاهدا على مسغارو وهو يوزع الابتسامات بين المكلومين بالتساوي ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر
كل الوداعات الإنسانية قاسية ومبكية وأليمة إلا وداع الناس لمسغارو فقد كان مدعاة للفخر والاعتزاز
الذين جاؤوا لبيته هم أحباؤه ، لقد مدحوه وذكروا مناقبه وغاصوا فيما يعرفونه عن خصاله الحميدة وإنجازاته الجمة !
ذلك أنه فتح لهم قلبه قبل أن يفتح لهم باب بيته ثم فتح لهم باب بيته متسعًا دون مواربة
(ادخلوها بسلام أيها الأصدقاء) هكذا كان لسان حاله فدخلوا بيته آمنين ومطمئنين بجانبه
كل الودعات هي عصارة تجارب بشرية عظيمة واعتياد بشري كذلك
ونحن اعتدنا على مسغارو وكنا أوفياء له وسنظل
نحن الأشجار التي غرسها وسقاها بماء زلال ، ماء الأخلاق الرفيعة والاحترام والرقي في الخطاب
كان يواسينا في فواجعنا ويشاركنا الأفراح، وحين تضيق الدنيا بنا كنا نأتيه لتتسع دنيانا أكثر وكان هو مهيئا بالتربية الحسنة وحسن المعاشرة!
هل ترجع الدار بعد البعد آنسةً
وهل تعود لنا أيامنا الأولُ؟
تقاعد مسغارو لا يعني انختام مسيريته ، بل يعني فقط أن كتابا من المودة اكتمل والآن يبدأ كتاب جديد ونحن قراؤه إلى الأبد
نحن الذين عرفناه عن قرب ولامسنا فيه المودة عصي علينا أن يذهب ، مع ذلك ندرك سنة الحياة في كل شيء لكننا مع ذلك سنظل أوفياء له متمسكين به وحافظين للصداقة والمودة
