القدس العربي”: تتواصل الدعوات في إسرائيل للإطاحة برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الآن، ودون انتظار نهاية الحرب على غزة، خاصة أن أوساطاً متزايدة تشكّك بقدرته على إدارتها، في اليوم الخامس والسبعين على شنّها، وبنظافة حساباته بكل ما يتعلّق بقراراته حولها، وحول مصير المحتجزين الإسرائيليين داخل قطاع غزة.
وجدّد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود براك حملته الشعواء على نتنياهو، وقال، في حديث للإذاعة العبرية اليوم، إن نتنياهو غير جدير بالثقة، ولا تهمه سوى مصالحه الخاصة.
هدف يتكئ عليه، ويزعم الانتصار بالحرب. وهذا ما يؤكده محلل الشؤون العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، الذي يقول إن إسرائيل ستقيم، بتوصية أمريكا، منطقةً عازلة في شمال القطاع، وربما في منتصفه، وبالتالي نقل القتال لغزوات بحجم لواء (ثلاث كتائب) بدلاً من وجود أربع فرق عسكرية داخل القطاع. منبهاً إلى أن العائق أمام هذا الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب هو الحالة السياسية لنتنياهو، القلق على مستقبل ائتلافه المكّون من أحزاب يمينية متطرفة تطمع باستمرار الحرب حتى يتم فعلاً تحقيق أهدافها بتدمير “حماس”، وربما السيطرة مجدداً على القطاع. ويمضي هارئيل في تحذيراته: “المؤسسة الأمنية تستعد لتغير طريقة القتال داخل غزة، والانتقال للمرحلة الثالثة خلال شهر، ولكن ربما تكون لنتنياهو مخططات أخرى
ترانزيستور أبو عمار
يشار إلى أن بعض الأوساط الإسرائيلية، السياسية والعسكرية، تتحدث، في الأيام الأخيرة، عن قتل يحيى السنوار كهدف مركزي للحرب، وهذا ما تحذّر منه أوساط في الرأي العام، منها الباحث النائب السابق عوفر شيلح، الذي يواظب على القول إنه بدون تحديد أهداف واضحة للحرب، وقابلة للتطبيق، لن تنتصر إسرائيل فيها.
في حديث للقناة 13 العبرية، استخفّ شيلح مجدداً من اعتبار قتل يحيى السنوار هدفاً، وقال متسائلاً: وهل عندئذ ستموت “حماس”!
وهناك من يذكر ببقاء “حماس” بعد اغتيال قياداتها في السابق، كأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وأحمد الجعبري.
وتتحدث تسريبات إسرائيلية عن أن قوات الاحتلال وصلت عدة مرات لمواقع داخل خان يونس، ووجدت علامات تفيد بأن السنوار تواجدَ فيها وغادرها قبل ساعات، راجيةً أن يلقى القبض عليه قريباً.
يشار إلى أن إسرائيل طالما بحثت عن قتل القيادات الفلسطينية طمعاً بمكاسب معنوية، وشهدت محطات الصراع في الماضي مطاردة إسرائيلية لهم، ففي كتاب مذكراته يروي رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري أنه داهمَ عمارة في نابلس بعدما وصلته معلومة استخباراتية أن الراحل ياسر عرفات (أبو عمّار) متواجدٌ فيها، بعدما تسللَ من لبنان للضفة الغربية بعد 1976 لتنظيم العمل الفدائي. ويقول بيري إنه عندما دخل العمارة وجدَ أن نافذة الغرفة التي كان يبيت فيها أبو عمار مفتوحة، وإنه عندما مدّ يده على سريره وجده ما زال دافئاً، ما يعني أنه هو الآخر غادر المكان للتوّ، تاركاً خلفه جهاز ترانزيستور ما زال مفتوحاً. ولاحقاً، وبعد عقود، تم توقيع “أوسلو”، فبادر بيري للقاء عرفات في رام الله، وروى له الحادثة، وأعاد له جهاز الراديو الصغير، الذي احتفظ به منذ ضبطه في نابلس، لكن أبو عمار رفضَ استلامه، وقال إنه يتركه له كهدية، وهناك من قال إن ذلك يندرج ضمن تدابير الأمن والسلامة الصارمة التي التزم بها أبو عمار، ودفعته لعدم استلام جهاز الراديو التابع له.