تفتح اللجان الانتخابية غدا أبوابها أمام ملايين المصريين من التاسعة صباحا، وهي على استعداد لاستقبال كافة المقيدين في جداول الانتخابات، وفق اجراءات سلسة ومنضبطة، و تم الاعلان عنها مسبقا في أكثر من إجراء و مناسبة، غير أن السؤال الأهم حاليا :" هو الناس هتشارك فعلا؟"، وحقيقة الأمر أن الشعب المصرى شعب مختلف تماما، فهو قادر على الابهار و فعل كل ماهو غير متوقع، وبطبيعته فهو " شعب حي"، أي أنه شعب متعايش و متفاعل، و لنضرب المثل بما يحدث في غزة، نجد أن أكثر شعوب العالم تفاعلا مع ما يحدث هم الشعب المصرى، مقابل شعوب أخرى قريبة وبعيدة " لا يلقون للأمر بالا"، و كل ذلك يؤكد على التكوين الثقافي و الشعبي للمصريين، وظهر ذلك في انتخابات المصريين في الخارج، فقد جاءت معبرة عن الثقافة المصرية الشعبية، التى ترفع الأعلام، و تستمع للأغاني الوطنية، و تبذل الجهد والوقت طالما شعرت أنها ذات قيمة، ولذلك فالمصريين في الداخل قادرين على استكمال الحكاية.
المصريون مشاركون في الانتخابات، و سيبهرون العالم لأنهم شعب فاعل في التاريخ الانساني، شعب يرغب و يعشق فكرة الحياة والمشاركة، و لذلك فهو يشارك حتى لو لم يكن هناك عملا تنظيميا يساعده على النزول، و ان كان كل عمل تنظيمي عمل مقدر، وجهد يحترم، وذلك لأن جزء رئيسي من عمل الأحزاب والقوى السياسية هو تنظيم العمل الجماهيرى، و مساعدته على المشاركة بايجابية، لذلك فمحاولات استهداف تلك المهمة، هو استهداف خبيث يرغب في كسر عزيمة الكوادر السياسية والحزبية ودفعها لعدم المشاركة، والجهد لدفع الاخرين للمشاركة.
و أخيرا فمن المنطقى أنه كلما زادت جهود الضغط المقابل، و الاستهداف لكل اجراء، فإن المطلوب هو جهد أكبر يواجه أدوات التضليل والتشويش، و عدم القلق و الانطواء في زاوية الدفاع أو الانسحاب، ففي الثلاثة أيام بلد تؤمن مستقبلها، خاصة أن عدد المشاركين في الانتخابات يمثلون القوة الضاربة للقرار المصرى المتخذ في التعامل مع تطورات الأوضاع في غزة، لان المتابعين للشأن المصرى و من ورائهم سيقولون " لقد شارك رقم كذا في الانتخابات.. فاحذروهم فهؤلاء هم الطليعة الجاهزة".