"الكلام مش معقول والصمت عار
والمسافة بعيدة بين الفعل و القول البليد
لكن نحاول"
بالفعل ليس لدينا سوى المحاولة تماما كما اقترح عبد الرحمن الآبنودي ، المسافة بين القول والصمت متشابكة وإن كان الصمت هو الآخر فن من فنون الكلام
أستدعي كلّ هذا لأقول إن المسافة للحديث عن نور الدين سيدي عالي فروانسوا شائكة وخطيرة ومحفوفة بقلوب شعبٍ زجاجية وهين تكسيرها
أقصد أنني إذا أخطأت التعبير أو تجاوزت -ناسيًا -خصلة من خصاله الحميدة فإن هذا الشعب قد يثور ضدي محتجا وقائلا: لماذا نسيت هذه الخصلة أيها الكاتب إنها تليق به
كل الخصال الحميدة تليق به أدري لكنني في النهاية بشر عادي أخطئ وأصيب وأشطحُ في أحايينَ كثيرة
لكنني هذه المرة سأستجيب للآبنودي وأحاول:جميعنا نعرف أن نور الدين فرانسوا سياسيٌ محنك وصل للسبخة كصاحب صيدلية و معارضٍ كبير للنظام في تلك الأزمنة، لكن دنوه وقربه من المواطنين جعلهم يلحونَ عليه بخوض السياسة والتوغل في أعماقها ، وتساءلوا عن عدم انضمامه للحزب الحاكم أنذاك
من هناك قرر الولوج للسياسة وترشح للفيدرالية ليفوز بجدارة عجيبة رغم محاصرته من قبل اللوبيات المترشحين إلا أنه تخطى الحواجز والعقبات وفاز بفدرالية نواكشوط الغربية
وظل سندا عزيزا للبؤساء خصيصا سكان السبخة الذين أحبوه جميعا
ومن المعلوم أن المرضى يقصدونه بغية العلاج ، فيدعمهم ويرعى وجعهم ويضمد جراحهم ويمسح دموعهم بحنان القائد والأب
لم يكتف بالمنصب بل نزل للشوارع يكنسها مع الفقراء كأي مواطن عاديٍ بسيط محكوم عليه بفعل ما يقوم به الجميع دون منٍ ولا كبرياء
وإذا تعلق الأمر بالنفحِ والدفاع عن هيبة الوطن فإنه يقف جنديا بعقله المستنير وقلمه السيال ولسانه الخطيب
كذلك يفعل إن تعلق الأمر بالوحدة الوطنية والأمن الوطني وحرية التعبير
ولا غرو (فمن شابه أباه فما ظلم)
ورث نور الدين فرانسوا هذه الخصال من والده العزيز والمواطن الصالح سيدي عالي فرانسوا الذي كان سياسيًا محنكا ومن أوائل التعليم في البلد ، وكانت أمه كذلك فيدرالية في حكومة المختار ولد داداه ما يعني أنه ليس جديدا على المناصب السياسية فهو من أسرة شهمة وعظيمة
وكان اهتمام والده بنشر العلم في الطباقات الهشة ملحوظا ، لذلك اعتنى نور الدين بآدوابة وأوجاعهم وكان لهم العون والسند
ملخص بسيط عن إنسان عظيم