إنَّ الكتابة غيرُ مستجيبة في أوضاع كثيرة ، خاصة حين تتعلق بالمواقف الحاسمة حيثُ نضيعُ في استذكار مناقب المكتوب عنهُ فتغار اللغة وتستعصي وتدخلُ في صمتٍ مهيلٍ وقاس صعب اختراقه أو تجاوزه، صمت هو في الحقيقة كتابة موازية .
تعرفتُ على گيْ الحاج في الانتخابات البلدية والبرلمانية ولم ألتقه قبل ذلك رغم تردد اسمه الدائم في جميع ما هو إنسانيٍ ونبيل ، لكن القدر شاء لنا اللُّقيا ذلك اليوم ، كان رفيقا دائما لنا كالظل رغم مشاغله الكثيرة
والعجيب فيه أنه بعد انجلاء الانتخابات وانقضائها صارَ أقرب لنا من ذي قبل كأنه يوجه رسالة مفادها: أنا هنا ليس لأجل الانتخابات فحسب بل لأن سريرتي الإنسانية ترفض أن أتلاشى مع الأمور الآنية
والبون شاسع بينه والذين يلتصقون بك وجيزا في الانتخابات وإن هي انقضت صاروا كالدخان هباء منثورا
وظل رقم هاتف هذا النبيل كما هو مفتوحا يستقبل فيه الناس من الوهلة الأولى غير آبه بانتماء المتصل ولا شريحته
ولما قرر الترشح لم يحتجب بل ترشح من منزل أهله وهي رسالة للناس مفادها
هذا بيتي متسع لكم جميعا ولما تم تعينه أمينًا عاما في وزارة التجارة رفض تلقي الهبات وحين يحتاجه الناس في أمر يدعوهم للبيت الذي استقبلهم فيه من قبل
هذا الشاب استحق مني كتابة ففعلت
رحيبا كان گي الحاج وصار أرحبَ!