إلى أمريكا وأوروبا.. «إسرائيل الكبرى» و«أستاذية العالم» مشاريع دينية استعمارية متشابهة!

سبت, 12/02/2023 - 10:20

فى السابع من أكتوبر الماضى، وردا على عملية طوفان الأقصى التى نفذتها حركة حماس، باقتحامها لغلاف غزة، بدأت الآلة الإعلامية الإسرائيلية التمهيد النيرانى، للسيطرة على السموات المفتوحة، جنبا إلى جنب مع شن «حرب رقمية» على مواقع السوشيال ميديا، مستخدمة الذكاء الاصطناعى فى تزييف الصور والفيديوهات، لغرس صورة ذهنية على جدران ذاكرة شعوب العالم، وكسب تعاطفهم، وشرعنة حرب الإبادة والوحشية التى قررت حكومة نتنياهو شنها ضد غزة، تحت شعار «حق الرد».
الساعات الأولى للحرب الإعلامية الإسرائيلية، نجحت فعليا فى كسب تعاطف شعوب العالم، وسارعت الإدارات السياسية الأمريكية والأوروبية، فى إعلان تضامنها مع إسرائيل وتقديم الدعم الكامل، سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، وتحركت حاملات طائرات، وسفن، ومقاتلات جوية إلى شرق المتوسط، لدعم إسرائيل ومحاصرة شواطئ غزة، وأكد البيت الأبيض أن أمريكا ستوفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.
حكومة نتنياهو اليمينية الأكثر تطرفا، وجدت فى عملية طوفان الأقصى الفرصة الذهبية، لتنفيذ مخططاتها، وشنت حربا جوية وحشية على غزة، استهدفت كل شىء، البشر والحجر، والزرع والغرس، دون رحمة، أو قانون يردعها، مستغلة اللحظات الأولى من التعاطف العالمى الجياش معها، وحالة الانكسار التى ظهرت عليها فى البداية، لكسب التعاطف والترويج لفكرة أن حماس وأتباعها، حركة إرهابية متطرفة لا بد من القضاء عليها!
ومع تزايد العملية الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة، تكشفت حقيقة نوايا نتنياهو وحكومته، وهى تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى لسكان القطاع، لتحقيق الحلم «الدينى» تأسيسا على نبوءة «إشعياء» النبى - وفقا للديانة اليهودية - فى أرض فلسطين، وليس الهدف تأديب حماس وردعها.
نوايا «نتنياهو» أفصح عنها صراحة فى تصريحات أدلى بها فى 25 أكتوبر الماضى، عندما قال إنه يعمل على تحقيق نبوءة «إشعياء» النبى، موضحا أن الحرب تجرى بين الشر والظلام المتمثل فى حماس، والحرية والتقدم والنور المتمثل فى إسرائيل!
هنا تتكشف بوضوح ودون مواربة، نوايا بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة دينيا، والتلويح بتحقيق نبوءة «إشعياء النبى» والقائمة وفق تفسيرات الصهاينة، على تحقيق حلم تأسيس دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، وأن الانطلاقة لتحقيق الحلم، تبدأ بالسيطرة الكاملة على الأراضى الفلسطينية وطرد شعبها، كمرحلة أولى، ثم العمل على تحقيق باقى الخطة، خطوة تلو الأخرى!
وإذا كانت الإدارة الأمريكية ومن خلفها أوروبا، وتحديدا أوروبا القديمة، تساند وتدعم وجهة النظر الإسرائيلية بأن حركة حماس، متطرفة، وإرهابية، ويجب تفكيكها، فهذه حقيقة يراد بها باطل، فالهدف الأكبر هو تصفية القضية، على حساب دول الجوار، وهو ما تعيه مصر، وقيادتها السياسية، وحذرت منه ورسمت خطوطه الحمراء، وأنذرت العالم من مغبة تنفيذ المخطط، وآثاره الخطيرة على أمن الإقليم برمته، وما يمثله من مخاطر جسيمة على مصالح واستقرار أمريكا وأوروبا نفسَيْهما!
انطلاقا من هذه الحقائق الدامغة، وانتصارا للحق والعدل، فإن كل مشروع يرتدى عباءة دينية هدفه التوسع والسيطرة وابتلاع أراضى الغير، سواء تحت مسمى «إسرائيل الكبرى من النيل للفرات» أو تحت مسمى «أستاذية العالم» أى حكم العالم، فهى مشاريع استعمارية متشابهة الأهداف، ومرفوضة شكلا ومضمونا.
وعلى العالم إدراك حقيقة ناصعة، أن الحروب الدموية بقتل العباد وتدمير البلاد باسم الدين، ستعيد العالم إلى قرون سابقة، عندما كانت تُجيّش الجيوش لاحتلال الدول، مستغلة ورقة الدين الرابحة، كونها تلغى العقول وترفع من شأن العواطف وتلهب المشاعر وتدفع القلوب إلى المهالك الكبرى دون وعى أو إدراك، فيجد كثيرون أنفسهم قد انجروا فى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!
وليدرك العالم، أن اتهامه لحماس بالإرهاب والتطرف الدينى، فإن حكومة بنيامين نتنياهو، أكثر تطرفا دينيا، وأبشع إرهابا، إنها حرب دينية بقناع سياسى مزيف!

الفيديو

تابعونا على الفيس