طوفان الأقصى: العم سام يوجه رسالة مشفرة إلى دول الخليج والشرق الأوسط، وإلى أوروبا

خميس, 10/19/2023 - 17:57

سباق التبعية لدى القادة الأوروبيين للولايات المتحدة يقودهم إلى سباق تبعية لإسرائيل تتردد من ورائه رسالة خفية قد لا تفي بالغرض المنشود. رئيس الوزراء البريطاني، الرئيس، الفرنسي، رئيس الحكومة الألماني، وغيرهم من قادة دول "القارة العجوز" يتسابقون في دعم وزيارة إسرائيل، سائرين على خطى الرئيس بايدن. وهذا الأخير لا يترك أدنى شك حول تبعيته التامة لنظام الكيان الصهيوني وتبنيه لأطروحاته المتطرفة وخطاباته العنيفة، جاعلا من دعمه المطلق لإسرائيل صمام أمان وجودي لحكمه وبلاده.
لماذا القادة الأوروبيون يحذون حذوه بصورة عمياء بينما أوضاعهم تختلف عن الولايات المتحدة؟
اعتقد أن الضعف المتزايد الذي ينخر نفوذهم على الساحة الجيوسياسية الدولية، وينخر نفوذ الغرب عموما وهيمنته هو ما يدفع بالولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين إلى الإعلان بقوة منقطعة النظير عن دعمهم غير المسبوق لإسرائيل. عسى ذلك يشكل، حسب تصورهم، أداة ردع تخيف الآخرين وتلفت انظارهم عن انحطاط الغرب وضعفه المتزايد. وكأن واشنطن تطمئن حلفاءها الغربيين حول التزامها وقدرتها على حمايتهم، وبنفس المناسبة تدعوهم ضمنيا إلى أن "يوقعوا" معها رسالة مشفرة، توجهها لبلدان المنطقة، وخاصة دول الخليج، تقول لهؤلاء من خلالها:
" لا تغرنَّكم التحولات في موازين القوى والعلاقات الدولية التي يشهدها العالم. نحن لن نقبل بأي تساهل أو تهاون من طرفكم سيضر بمصالحنا. وإسرائيل، كما تعلمون، هي مطيتنا وسلاحنا الواقي."

وفعلا، قيمة إسرائيل وثقلها كضامن للمصالح الجيواستراتيجية للولايات المتحدة يعطيها رمزية تفوق مكانة العم سام الذي يُكنَّى به البلد، ويجعل رسالتها على قمة الأولويات الاستراتيجية لإدارة الرئيس بايدن وحلفائها الأوروبيين.

لكن ماذا يضمن وصول الرسالة للمتلقين كما يريد لها المرسِلون؟

ففي ظل تلاشي وغياب هيمنة قطبية محددة، أحادية كانت أم ثنائية أم ذات ابعاد أخرى، فإن تطورات الأحداث وتسارعها تجعل منها عوامل من المستبعد أن تتبع منحنى سير الأوضاع الذي تود الولايات المتحدة رسمه للعالم. وما تعيشه فرنسا، من ضعف متزايد لنفوذها العالمي، وتأزم وتراجع في علاقاتها مع دول القارة الافريقية، يشكل إنذارا مخيفا للهيمنة الغربية قد لا تنجو الولايات المتحدة من عدواه.

ووعيا منه بالخطورة، يعمل " العم سام" منذ 07 كتوبر جاهدا من أجل تفادي ارتدادات محتملة لزلزال "طوفان الأقصى"، وكذلك تفادي مثل ما لحق بالسياسة الفرنسية من تقهقر في افريقيا. و"الاندفاع الكلي للولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل" هو عنوان استراتيجيته في هذا الظرف العالمي، المتغير والخطير. استراتيجية غير مضمونة النتائج...

الفيديو

تابعونا على الفيس