صناعة التضليل وقت الحروب.. أكذوبة قطع رؤوس الأطفال فى غزة نموذجا

أحد, 10/15/2023 - 14:25

معلوم أن الولايات المتحدة تمتلك قوة جذب وتأثير كبرى للقوى الناعمة خاصة الإعلام والمنصات الرقمية، وذلك بامتلاكها مؤسسات إعلامية ومواقع تواصل اجتماعى يتم الاعتماد عليها كصناعة لخدمة استراتيجيتها وأهدافها في الهيمنة والترويج لسياستها والتخديم على قرارتها مستخدمة كافة الوسائل منها صناعة التضليل والتزييف.

نعم التضليل أصبح صناعة إعلامية في ظل سيطرة مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام الرقمى، والمتتبع لما يحدث الآن في الحرب على غزة يتأكد تماما أن ما يحدث من تضليل ليس عبثا وإنما صناعة تُصرف عليها أموالا طائلة وفقا لخطط معدة مسبقا في إطار منهج من يربح الحرب هو من تربح روايته في الإعلام.

ونموذجا ما حدث من خلال خلق قصص وهمية ومُضللة فور اندلاع طوفان الأقصى، وقصة قطع رؤوس الأطفال من قبل عناصر المقاومة، ليروى الرئيس الأمريكي بنفسه الرواية وترويجها لخلق حالة تعاطف عالمى مع إسرائيل، ثم يتضح بعد ذلك كذب هذه الرواية، وتعتذر مراسلة شبكة "CNN" الأمريكية عن هذه الأكذوبة، وهذا ضمن سلسلة من الأكاذيب يسوقها الإعلام الغربى والأمريكى على وجه التحديد في محاولة لقلب الحقائق الجارية فى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

لذلك، تحفل وسائل الإعلام المختلفة بكثير من الأخبار غير الموثوقة، منها الكاذب بالكلية ومنها ما يُعرض نصف الحقيقة فقط، ومنها من يتم فيه التلاعب سواء بالألفاظ أو المصطلحات أو اتباع تضارب الروايات، ومنها ما يُدار من خلال استضافة ضيوف منحازة لطرف في الصراع دون الاستعانة بضيوف منحازون للطرف الآخر من الصراع للرد.

أما الحديث عن التضليل على مواقع التواصل، فمن منا لا لم يُشاهد صور وفيديوهات قتال زائفة، ثم اتضح بعد ذلك أنها قديمة، وأنها كانت ضمن أحداث سوريا، أو حدثت في مناطق صراع أخرى، لكن يتم إعادة نشرها لتبدو وكأنها مصورة في غزة.

والأغرب، أنه يتم الاستعانة بلقطات من ألعاب فيديو يتم تمريرها على أنها مشاهد من هجوم عناصر المقاومة مثلا.

ومن الأمور المهمة التي يجب وضعها عين الاعتبار، أن التضيليل الإعلامى لا يتوقف على نشر الأخبار الكاذبة والمزيفة أو نشر صور وفيديوهات قديمة بل وصل الأمر أن الساسة وقت الحروب يصرحون في الصباح بأمور ثم يتم النفى في المساء، حتى ينتشر ما يريدون تمريره، ونموذجا ما نراه ونشاهده في الحرب على غزة، حيث يصرح الرئيس الأمريكي بايدن بتصريحات وبعد ساعات نرى البيت الأبيض ينفى هذه التصريحات أو يخرجها من مضمونها.

نهاية.. علينا أن نعلم – حتى لا نقع في الفخ - أن التضليل الإعلامى أصبح صناعة الهدف منها الإثارة المتعمدة والخديعة والكذب بهدف الترويج للمواقف وتبرير العنف، وخلق حالة يصعب بسببها مهمة المحاسبة..

الفيديو

تابعونا على الفيس