تراجع موريتانيا بصورة غريبة ومفاجئة للارهاب

جمعة, 10/06/2023 - 21:44

بعد تراجع موريتانيا بصورة غريبة ومفاجئة في التقرير السنوي للمؤشر العالمي للإرهاب- "جي تي إي"[i] – الصادر في السنة الماضية، فإن ترتيبها تحسن قليلا هذا العام؛ فقد جاءت في المرتبة 87 في "جي تي إي 2023"، متقدمة بثلاثة مراكز على ترتيبها في مؤشر الإرهاب العالمي قبل الأخير.

الهيئة القائمة على "جي تي إي" والمعايير المعتمدة

ونُذكّر بأن بلادنا احتلت المرتبة 84 في عام 2022 بينما كان ترتيبها 135 عام 2021، مسجلة آنذاك تراجعا بواحد وخمسين مرتبة. وقد أثار حينها هذا التقهقر الشديد غيرتي على بلدي واستغرابي وتعجبي، لأنني لا أجد له مبررا إن نحن رجعنا إلى المعايير المعتمدة من طرف المعهد الدولي الذي يصدر عنه التقرير السنوي المذكور.

و يصدر هذا المؤشر عن معهد الاقتصاد والسلام (Institue for Economics and Peace (IEP) الذي يشكل مؤسسة مستقلة لا تعرف لها دوافع سياسية؛ ومقره في سيدني باستراليا. و له مصداقية معترف بها دوليا.. ويستخدم معايير وبيانات قابلة للقياس الكمي يتم رصدها وجردها كل سنة لتقييم وترتيب دول العالم حسب المعايير الإحصائية والنوعية التالية:

عدد الحوادث الإرهابية
عدد الضحايا البشرية الناجمة عن تلك الأحداث
عدد الجرحى الناجمة إصابتهم عن الهجمات والحوادث الإرهابية
تقييم الأضرار المادية الناجمة عن الحوادث الإرهابية
عبارة "عنصر معادي" وراء تراجعنا...

لأن هذه المعايير خلت منها موريتانيا منذ ما يزيد على عشر سنوات، فقد بادرت حينها بالكتابة إلى معهد الاقتصاد والسلام استفسر عن الأمر[ii]. ولم يتأخر كثيرا القائمون عليه في الرد علي، شارحين بأنهم يعتمدون على معلومات وبيانات تتعلق بالسنوات الخمس الأخيرة وبأن موريتانيا تعرضت لهجوم عام 2018 لم يسفر عن قتلى ولا خسائر مادية رغم بعض الإصابات البسيطة، كما جاء في المقتطف التالي من رسالتهم:

Thank you for your interest in the Institute for Economics and Peace. On your question around Mauritania, the data we source for the GTI shows one minor attack in 2018 that resulted in no deaths and two injuries. As the GTI is a weighted average of the past five years, this attack is the sole contributor to Mauritania’s score of 0.54. Details of the attack, as shared by our data provider Dragonfly, can be found here.

والمرجع الذي ذكروه يحيل في النهاية إلى الوكالة الموريتانية للأنباء، التي نقلت بدورها عن مصادر أمنية وطنية، تقول:

"اشتبكت دورية من المنطقة العسكرية الثانية صباح الجمعة، مع عنصر معادي متسلل في نقطة تقع بأقصى الشمال الشرقي من الحدود المالية الموريتانية."

ويبدوأن العملية العسكرية المذكورة وقعت بالفعل، غير أنها حسب علمنا ضد عصابة من المهربين لم يتبين أن اعضاءها ارهابيون. لكن عبارة " عنصر معادي" تضفي على نشاطهم الإجرامي صفة سياسية أو إيديولوجية ربما هي ما دفعت بمحرري " مؤشر الإرهاب العالمي" إلى وضع ما جرى في سجل الإرهاب، ومن ثَم إلى الإضرار بتصنيف موريتانيا على مؤشر "جي تي إي 2022".

لذا ينبغي الدقة والتحلي باليقظة عند اختيار عناصر الخطاب الإعلامي وبصورة خاصة عندما يتعلق الأمر بمسائل حساسة تقع القضايا الأمنية والعسكرية في مقدمتها.

عقيد (متقاعد) البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

الفيديو

تابعونا على الفيس