هم يريدون حوارا سياسيا على مقاس أحزابهم و حظوظ قبائلهم و جهوياتهم ، يتقاسمون فيه بينهم في غرف مغلقة خلسة و بعيدا عن رقيب الشعب ، ما تيسر من الإمتيازات و الرتب و المناصب و ما بقي من خيرات الوطن و قوة الشعب ، ونحن نريده حوارا وطنيا شاملا لا يستثني حزبا أو منظمة او نقابة او شخصية مستقلة ، يؤسس لدولة قوامها العدل و الإنصاف و المساواة بين كافة أبنائها و مكوناتها و عرقياتها و إثنياتها ، في الفرص و الامتيازات في السلطة و الثروة و الحكم في الحقوق و الواجبات على قدر من القسط و المساواة ، هم يريدون حوارا سياسا بينهم من أجل الحكم و التناوب على الحكم ، كما فعلوا 2006في نواكشوط 2009 في داكار 2011 و 2014 ، ونحن نريده حوارا وطنيا إجتماعيا و سياسيا و إقتصاديا و ثقافيا ، يطرح كل القضايا الوطنية الكبرى و العالقة وفي مقدمتها الرق و حقوق الإنسان ، هم يريدون نصيبهم من فريسة الحكم اليوم الأن أغلبهم حكام الأمس ، ونحن نريد نصيبنا من كل الوطن لأننا حرمنا من الوطن بالأمس و مغبونين فيه اليوم ،هم يريدونها دولة بين الاغنياء من مختلف نحلهم و مللهم ، و نحن نريدها دولة بين الاغنياء و الفقراء و ما بين ذلك سبيل ، هم يريدونها سياسة و أحزابا و إدارة و قضاء و جيشا ، حكرا خالصا على أجيالهم السالفة و للاحقة يتوارثونها بالتنازل و التعيين و الترقيات و المنح و التوظيف ، ونحن نريدها مواطنة كاملة ومدنية حقيقية ووطنا متاحا لكل أبناء الوطن ، في الترقيات العسكرية و المناصب الادارية و الدبلوماسية و الاسلاك الطبية و القضائية و العدلية و المهنية ، هم يريدون نضالنا وقودا لحربهم مع أنظمتهم التي يتبادلون معها الادوار لديمومة السيطرة علينا و التحكم في حاضرنا و مستقبلنا ، و نحن نريد أحزابا ومنظمات ووحداة اجتماعية تكون أساسا حقيقيا، لبناء ديمقراطية حقيقة و انتاج فكر تنويري لبناء أمة ووطن حر متعدد الثقافات و الأعراق و قابل للبقاء و الديمومة ، هم يتوارثون أحزابهم و مناصب آبائهم و رتب أجدادهم وأحكام أسلافهم البائدة ، ونحن نتوارث الفقر و الحرمان و التهميش الممنهج والمتفق عليه بينهم ، نجتر آلامنا و عذاباتنا و نشهد أحياءاعلى ضياع أجيالنا ، هم يتظاهرون و يحتشدون معا من أجل عروبتهم و مصرهم و أقصاهم ، ونحن نذهب وحيدين و نحتشد وحيدين و نتظاهر وحيدين ، من أجل أمهاتنا و أخواتنا و قضيتنا و هوم وطننا ، هم يتزاوجون بينهم ويتدافعون المعروف و الستر و السر بينهم في المنتدى و المعاهدة و الأغلبية ، لتعزيز روابط الدم و المصاهرة التي ستحمى المصلحة لاحقا، و نحن نتناثر و نتبعثر و نتناحر بيننا جهويا و قبليا في الحزب و الحركة في المعارضة و الموالاة ، هم يستغلون محنتنا و سجناءنا ومسيراتنا و وقفاتنا وجماهيرنا و شارعنا المنتفض ، لتسوية خلافاتهم البينية و محاصصاتهم الجهوية و القبلية ، و إبتزاز حكامهم لتقاسم ما باقي من المقسم و تناهب مابقي من المنهوب ، ونحن ندفع بالتضحيات تلوا التضحيات و السجناء تلو السجناء ، نستنشق السموم والغازات و نتهاطل على المستشفيات و نرابط أمام المفوضيات و السفارات منذ ثلاثون سنة ، لأ ننا نؤمن بعدالة قضيتنا و احقية أهلنا في الحرية و الكرامة و حتمية انتصار نضالنا ، هم يدفعون بشارعنا نساءا و رجالا و شبابا ، حمالة و جرنالية و عمال مناجم و معطلين الى المواجهة و التصعيد ، و يحتفظون بشارعهم القبلي و الحزبي الإسلامي و التقدمي الديمقراطي و الاشتراكي فينا ، للتصويت به ضدنا لنصفهم الآخر في مواجهة مرشحينا للبلديات و النيابيات و الرئاسيات التي يقاطعون ، نساءا و رجالا و شبابا ، من أجل إستمرار السيطرة علينا حتى و إن إقتضى المقام تأجيل صارعهم علينا و على مقدراة و طننا الى حين ، ونحن ندفع بفطرتنا السليمة و طبعنا الانقيادي المسالم و سذاجتنا التي زرعوها فينا منذ البدأ و العوز و الفاقة المسيطر فينا ، الى التشرذم و التشتت بين احزابهم و منظماتهم و قبائلهم و جهوياتهم البائسة و المقيتة ، ونظرياتهم و فتاويهم وأيجيولوجياتهم المستوردة ، هم يسيطرون على عقولنا بفتاوى الخرافة و إعلام الجهة و القبيلة و الاسرة و المصلحة المريض و الحقير ، وأموال النهب و تبيض المال و سيولة النقد الخليجي العربي الإسلامي الإرهابي ، و نحن نصدق الخرافة و الشائعات و دق إسفين الفرقة بيننا ، و نلهث وراء فتاة مآدب الحرام وما تجود به أيادي للئام ، لنملأ منه البطون و نكسو منه البدون و يذهب عقلنا عن مادون ، نعم .. نعم ... نحن وهم مختلفون ، هم يريدونها عوجا بينهم بالأدوار و الجحود والتآمروالإنكار ، و نحن نريده وطنا مستقيما عادلا بالتضحية و الإصرار و إرادة الأحرار، فأنتبهوا يا إخوتي الأبرار