تعتبر ممارسة الرياضة بكافة أشكالها إحدي أكثر الطرق المهمة و الفعالة لضمان الحفاظ على الصحة البدنية و العقلية التي لا يمكن لأي كائن بشري الإستغناء عنها .
و علاوة علي هذه المسلمة ، فإن الرياضة
تؤثر في حياة الناس بشكل إيجابي من خلال إكتسابهم للسلوكيات الحسنة و تطوير المهارات و تعزيز روح المنافسة.
هذا في الوقت الذي تساهم فيه الرياضة
المدرسية على وجه الخصوص من تعليم
الأطفال ضرورة التقيد بروح الفريق و تقوية قيم التضامن لديهم و إحترام الأخر
و الإلتزام بالإنضباط و التحلى بروح التسامح مع الجميع .
و نتيجة للدور الذي تلعبه في التقارب بين
الشعوب ، فقد أقرت الأمم المتحدة في
خطتها التنموية للعام 2030م بأهمية الرياضة في تعزيز أهداف السلام و التنمية .و ذلك بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح و الإحترام المتبادل و مساهمتها في تمكين المرأة و الشباب و الأفراد و المجتمعات في بلوغ الأهداف
المنشودة في مجالات الصحة والتعليم و الإندماج الإجتماعي.
و بالرغم من أن كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية في موريتانيا فإنها للأسف الشديد لازالت تواجه العديد من
التحديات ولم تصل بعد مرتبة التصنيف
الذي يتطلع إليه جميع الموريانيين .
صحيح أن الدولة قامت خلال السنوات
الأربعة المنصرمة بجهود كبيرة في مجالات بناء و إعادة الملاعب على المستوي الوطني وفي مجالات التكوين
و التأطير و التدريب و قدمت الدعم
اللازم لمشاركة بلادنا في المنافسات الرياضية القارية و الدولية . لكن كل تلك
الجهود بحاجة إلى إجراءات مصاحبة تشمل علي وجه التحديد:
- إنشاء مؤسسات و معاهد تكوين مهني
متخصصة في مجال الرياضة على المستوي الوطنى،
- إعادة الإعتبار للرياضة المدرسية و الجامعية و زيادة ضارب التربية البدنية
في جميع المسابقات الوطنية بما فيها
الباكالوريا،
-إعطاء مزيد من التحفيزات و التشجيعات لأصحاب المواهب الرياضية
و رعاية كل المبادرات الجادة لتطوير
كرة القدم في بلادنا،
- إقامة برنامج لدعم القدرات لصالح
المؤطرين و المشرفين الرياضيين و أساتذة التربية البدنية و ذلك بالتعاون
مع المعهد العالى لتكوين أطر الشباب و الرياضة بأنواكشوط.
و لا شك أن إستقبال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ
الغزواني بالقصر الرئاسي يوم السبت
الموافق 9 سبتمبر 2023 م للفريق الوطني بعد فوزه على نظيره الغابوني
في تصفيات كأس أمم إفريقيا و تشجيعه
لكل عناصر الفريق ، تعتبر بادرة طيبة من
الرئيس يجب إستثمارها للدفع بالرياضة
الوطنية نحو مزيد من الرقي و التطور.
كما أننا نعتبر أن هذه النتيجة المشرفة
لكرة القدم الوطنية خطوة تستحق التشجيع من كافة أطياف شعبنا و البناء
عليها من أجل تحقيق مستقبل أفضل .
