كأحجار الدومينو تسقط المستعمرات الفرنسية القديمة في قبضة الانقلابات المتتالية لتضع فرنسا أمام واقع سياسي واقتصادي صعب. فكيف يحلل دو لا هاميدي ودومينيك فيدالون الوضع في رويترز؟
تواجه فرنسا انقلابا عسكريا آخر، وهذه المرة في الغابون، أقدم حلفائها الأفارقة وأكثرهم ولاء. ودانت الحكومة الفرنسية الانقلاب وطالبت بالعودة للنظام الدستوري ولكنها لن تضمن عودة المخلص علي بونغو أونديمبا. ورغم امتعاض الرئيس ماكرون من الانقلابات الحاصلة لكنه لن يشارك بشكل مباشر في أي تدخل عسكري من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
ولكن لا يمكن التغافل عن الخسائر الاقتصادية لفرنسا التي قد تنجم عن هذا الانقلاب كما عن غيره. فبعد أن علّقت شركة إيرميت الفرنسية أعمالها بسبب الانقلاب عادت واستأنفت نشاطها في استخراج المنغنيز. ويجدر بالذكر أن أنشطة التعدين التي تقوم بها إيرميت في الغابون تجعلها أكبر منتج لخام المنغنيز عالي الجودة لصناعة الصلب في العالم. وأدى التوقف المؤقت إلى انخفاض أسهم الشركة بنحو 17% في التداول اليومي لسوق الأوراق المالية في باريس.
ويعد المنغنيز رابع أكثر المعادن استخداما في العالم بعد الحديد والألومنيوم والنحاس. ويستخدم إنتاج الصلب 90% من استهلاك المنغنيز. وتنتج الغابون 8.5 مليون طن من خام المنغنيز؛ أي 14% من الامدادات العالمية، منها 7.5 مليون طن من إيرميت ومليون طن من شركات أخرى غير مدرجة على القائمة.
والغابون من أغنى بلدان إفريقيا من حيث امتلاكها للمواد الخام كالنفط والعادن والأخشاب. ويشكل النفط 75% من إجمالي صادراتها وهي غنية أيضا بالحديد واليورانيوم. ولاتنوي شركة بورتزامبارك، المسؤولة عن إدارة الأصول والتابعة لبنك بي إن بي باريبا الانسحاب من الغابون لأن التكاليف هناك هي من بين الأدنى في العالم. ورغم قلقهم من إمكانية تعليق أنشطة تعدين المنغنيز لوقت طويل وتأثير ذلك على الأرباح، إلا أنهم متفائلون بأن أسعار المنغنيز لاتحددها البورصة بل تحددها وكالات تصنيف الأسعار.
المصدر: رويترز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب