موقف سعودي مشرّف

أحد, 08/13/2023 - 09:11

خطوة خادم الحرمين الشريفين بتعيين نايف بن بندر السديري، سفيرا مفوضا وفوق العادة غير مقيم لدولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس عاصمة دولة فلسطين، هي ليست بالامر الجديد على السعودية الداعمة للقضية الفلسطينية ، وان كان توقيتها جاء في الوقت المناسب حيث تزداد محاولات دولة الاحتلال حسم الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي لصالحها معتقدة بأن المرحلة الحالية هي الوقت المناسب لتنفيذ ذلك.

وقد جاءت الخطوة السعودية لتوجه لطمة لدولة الاحتلال وتؤكد لها بأن القضية الفلسطينية هي على رأس جدول اعمال المملكة السعودية ذات التأثير القوي والفاعل في المنطقة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما ان هذه الخطوة جاءت لتؤكد ليس فقط للجانب الاميركي والاسرائيلي وانما للعالم اجمع ان مبادرة السلام السعودية لم تمت ولم يتجاوزها الزمن ، بل هي مبادرة قائمة وحية وأن السعودية صاحبة المبادرة لم ولن تتخلى عنها مهما كانت الظروف والاحوال، وانها اي المبادرة هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة الى جانب قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وهذا يعني ان على دولة الاحتلال ان ارادت السلام فالمبادرة السعودية وقرارات الامم المتحدة هي الاساس لهذا السلام وان على دولة الاحتلال التخلي عن اوهامها واجراءاتها بالضم والتوسع واقامة المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية والعمل على زيادة عدد قطعان المستوطنين في الضفة التي هي ارض فلسطينية محتلة ولن تكون الا ضمن اراضي الدولة الفلسطينية المنشودة وليست يهودية كما تزعم دولة الاحتلال.

كما ان تعيين السديري قنصلا عاما للسعودية في القدس، هو تأكيد سعودي من جديد على ان القدس الشرقية ، هي مدينة محتلة وهي عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة لا محالة، وان جميع الاجراءات الاسرائيلية في المدينة لتغيير واقعها وتزوير تاريخها هي اجراءات باطلة، وان ضمها لدولة الاحتلال هو ايضا ضم باطل ولن يقوم اي سلام بدونها، وهذا الامر وغيره لا يقتصر على دولة الاحتلال ، بل ايضا على الولايات المتحدة التي تسعى ليل نهار لجعل السعودية تقيم علاقات مع دولة الاحتلال وضمها الى اتفاقات ابراهام التطبيعية ، بدون ايجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية وان اية علاقات مع دولة الاحتلال لن تقوم بدون اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ان خطوة خادم الحرمين الشريفين هي خطوة سعودية جديدة في تقديم الدعم الذي دأبت على تقديمه المملكة و دليل على عمق العلاقات بل علاقات الاخوة القائمة بين فلسطين والسعودية ، فالمسجد الاقصى المبارك هو متمم للكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف.

فكل التحية والدعم والتقدير للسعودية على هذا الموقف وغيره من المواقف المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية وشعبنا لن ينسى هذه المواقف ويقدرها حق تقدير.

المصدر : صحيفة القدس

الفيديو

تابعونا على الفيس