قالت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي فالنتينا ماتفيينكو ـ وهي تبتسم عندما وجه لها خلال اجتماعها في عمان مع مختصين في الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني استفسار عن أسرار وخلفيات تمسك روسيا الشديد بالرئيس السوري بشار الأسدـ : «نحن لا نفعل بأصدقائنا مع فعله الأمريكيون بأصدقائهم وحلفائهم، تماما كما حصل مع معمر القذافي وقبله مع صدام حسين». وأوضحت «لن يحصل مع بشار ما حصل مع القذافي».
ماتفيينكو تقصدت الإشارة إلى ان الأسد صديق روسيا وسيبقى، وخلال مناقشاتها التفصيلية على هامش زيارتها الأخيرة لعمان ركزت على مسألتين في شرح مبررات وخلفيات العملية الروسية العسكرية المدعومة من مؤسسات التمثيل الروسية.
المسألة الأولى ان الرئيس الأسد هو ممثل «نظام شرعي لدولة عضو في الأمم المتحدة» وكل ما يقال حول نظامه لا يغير هذه الحقائق.
والثانية أن الحملة العسكرية الروسية تستهدف «كل الإرهاب» الممثل في «كل المسلحين غير الشرعيين» على الأرض السورية، مشددة على أن سوريا بلد حليف لروسيا وعضو في الأمم المتحدة وحكومته الشرعية طلبت المساعدة وهو ما حصل ويحصل الآن.
ماتفيينكو هي الوجه الأبرز في المجلس الاتحادي الروسي الذي يحظى الرئيس فلاديمير بوتين بنفوذ واسع فيه، وزيارتها للأردن توقفت فيها كمحطة أساسية حيث حظيت بمقابلة خاصة مع الملك عبدالله الثاني رغم تأخر حضورها وتغيير حصل في برنامج زيارتها، ولاحقا قابلت مسؤولين كبارا في مجلسي النواب والأعيان الأردنيين برفقة وفد مرافق كما التقت بمثقفين ونشطاء.
وسخرت عدة مرات من الأداء الأمريكي في دعم المعارضة السورية، ملمحة إلى ان أحد برامج التمويل لتدريب مسلحين معارضين قرر على الورق، وتحدث عن تأهيل خمسة آلاف عنصر فتبين أن الحقيقة تتعلق بتدريب أربعة عناصر فقط، قام أحدهم بتسليم السلاح الأمريكي لـ»جبهة النصرة».
اللافت جدا في إبلاغات وإفصاحات المسؤولة الروسية انها اعتبرت الحملة العسكرية لبلادها في سوريا جزء من تقليد «مطاردة الإرهاب في الخارج ومعاقبته» كما يفعل الأمريكيون وغيرهم. الأهم انها وحسب مصادر مطلعة في البرلمان الأردني اعتبرت الحرب على الإرهاب في سوريا جزء من تصفية الحساب مع الإرهاب ضد روسيا ومصالحها بحكم وجود «إرهابيين روس» ومن جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا، مثل الشيشان في «تنظيم الدولة ـ داعش».
رفضت ماتفيينكو التفريق بين «تنظيم الدولة» و»جبهة النصرة» و»الجيش الحر» وقالت ان العمليات العسكرية هي ضد الإرهابيين الذين يحاولون المساس بمصالح نظام حليف، بصرف النظر عن هويتهم الفكرية، لكنها ركزت كثيرا على ان العملية العسكرية الروسية «قد لا تمتد ولا توجد نوايا لإن تمتد إلى العراق المجاور».
المثير أنها اعتبرت ان وجود إرهاب في سوريا هو تماما بمثابة وجود إرهاب في روسيا نفسها، وبالتالي تلاحق وتطارد موسكو الإرهابيين الذين يستهدفون الشعب الروسي في الواقع.
بالنسبة لبقاء أو ذهاب الرئيس بشار الأسد اعتبرت انهما مسألة تخص الشعب السوري بعد الانتهاء من محاربة الإرهاب والدفاع عن الحكومة المركزية الشرعية في دمشق.
نقلا عن القدس العربي بتصرف