تبدو الضفة الغربية في هذه المرحلة الحالية، وكأنها ساحة «حرب» داخلية، ابتداء من جنين مرورا بطولكرم ونابلس وصولا الى الخليل، وبدون الدخول بالتفاصيل، فان المواطن الفلسطيني يرى ويسمع ويتألم بالتأكيدلما يراه من خلافات واشتباكات حزبية وعائلية، في وقت نحن احوج ما نكون فيه من وحدة واتفاق وتعاون وعمل مشترك لمواجهة الاحتلال بكل اعتداءاته وسرقته للارض والعمل المتواصل والمخطط له، للقضاء على احتمالات التأسيس لاقامة الدولة الموعودة والتي يحلم بها كل مواطن وقدمنا آلاف الشهداء والجرحى والاسرى لتحقيق هذا الحلم.
ويحتار المواطن في كيفية التعامل مع هذا الواقع المؤلم، وكيفية التخلص منه وهو الذي لا يخدم الا الاحتلال بكل توسعه وغطرسته. لقد دعونا كما دعا الكثيرون عبر السنوات الطوال الى ضرورة واهمية وواجب الوقوف صفا واحدا موحدا، حتى وان اختلفت الافكار لمواجهة هذا الاحتلال البغيض والعمل على التخلص منه، بينما ما يجري من خلافات وانقسامات داخلية لا يخدم الا هذا الاحتلال بكل مخططاته.
وكانت مصادر اسرائيلية مطلعة، قد اكدت ان وكيلي وزارتين في الحكومة الاسرائيلية شاركا في استقبال عدد من البقرات الحمر التي تم احضارها من الخارج لذبح احداها بزعم «تطهير» المسجد الاقصى بدمائها قبل بناء هذا الهيكل المزعوم على انقاض المسجد المبارك.
يبدو المخطط واضحا تماما، كما لا تخفى اخطاره ولا سيما ان حكومة الاحتلال تعمل جاهدة لتنفيذه. ولكن الامور ليست بهذه السهولة، او البساطة التي تملأ تفكير هؤلاء المتطرفين اليهود، ولكنهم يتجاهلون الحقيقة الواضحة، ان تصرفا كهذا سيؤدي بكل التأكيد، الى غضب وثورة ملايين المسلمين في كل انحاء العالم، الذين يعرف العالم كله، معنى غضبهم ورفضهم الحقيقي لتصرف كهذا.
ان ترويج المستوطنين والمتطرفين لهذا التصرف ، اي ذبح البقرات في ساحة الحرم القدسي، ليس امرا خطيرا فقط، ولكنه مدمر لكثير من الدول والمؤسسات، وسيؤدي بالتأكيد الى كوارث واسعة ليس بالشرق الأوسط فقط ولكن في معظم انحاء العالم.
وعلى هؤلاء المتطرفين ان يدركوا هذه الحقيقة ويستوعبوا مدى الاخطار التي قد يتسبب بها تصرف جنوني كهذا الذي يفكر فيه غلاة المتطرفين من اليهود.
المصدر : صحيفة القدس