شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك اليوم الأربعاء في الاجتماع الثالث لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي احتضنه مدينة الرباط بالمملكة المغربية.
وخصص الاجتماع لاستعراض أشغال المجموعات الموضوعاتية الثلاث المحدثة بموجب إعلان الرباط الصادر عن الاجتماع الأول لهذا المسلسل المنعقد سنة 2022، ويتعلق عمل المجموعات المذكورة بالموضوعات التالية: الحوار السياسي والأمن، الاقتصاد الأزرق والربط البحري والطاقة، والتنمية المستدامة والبيئة.
وأكد الوزير، في خطاب ألقاه بالمناسبة، ضرورة التركيز على جني أكبر فائدة من الفضاء الجيوسياسي الذي تمثله الواجهة الإفريقية للأطلسي، والعمل بحزم لمواجهة التحديات القائمة مثل التهديد المتزايد للقرصنة البحرية والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتحديات البيئية وأزمة الأمن الغذائي.
وفيما يلي نص الخطاب:
“يسعدني في مُستهل هذه الكلمة أن أعبر عن خالص الشكر وبالغ الامتنان لأخي وصديقي صاحب المعالي السيد ناصر بوريطة، ومن خلاله لحكومة المملكة المغربية الشقيقة على ما حظينا به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة.
كما أشكره على الدعوة الكريمة التي وجهها إلي للمشاركة في اجتماع وزراء الدول الأطلسية الأفريقية الثالث.
السيدات والسادة،
إن الواجهة الإفريقية للأطلسي فضاء جيوسياسي يتمتع بمزايا هامة، حيث إن الدول المكونة له تمثل 46% من سكان القارة الإفريقية، وهي مصدر 55% من الناتج المحلي الإجمالي الأفريقي، وتقع فيها 57% من التجارة القارية؛ هذا بالإضافة إلى ما تتوفر عليه من موارد طبيعية هائلة.
ومن هذا المنطلق يتعين علينا أن نجعل على رأس أولويات مبادرتنا العمل بحزم على جَنْيِ أكبر فائدة من مزايا هذا الفضاء الذي يجمعنا، وأن نجتهد في تحويل ما يعترض سبيلنا من تحديات، مثل الأزمة المتعلقة بنموذج التنمية والتهديد المتزايد للقرصنة البحرية والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتحديات البيئية وأزمة الأمن الغذائي، إلى نقاط قوة وفرص ثمينة للنهوض بدولنا وتحقيق أسباب الرفاه المشترك.
السيدات والسادة،
ما من شك في أن عالم اليوم، كما قال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أمام منتدى داكار المنعقد في نوفمبر 2019 حول قضايا السلام والأمن في أفريقيا “أصبح قرية كونية واحدة تتشابك فيها الرهانات المالية والاقتصادية الكبرى مع الرهانات الاجتماعية والمناخية والأمنية وغيرها، متجاوزة الحدود الجغرافية والاجتماعية والثقافية”.
ولا سبيل لمواجهة هذه الأوضاع والتسيير المُستدام للعوامل المتعددة للاضطرابات العابرة للحدود التي يشهدها العالم إلا بامتلاك القدرة على تقديم حلول جماعية للتحديات والرهانات القائمة.
من هنا ينبعُ ترحيب بلادنا بهذه المبادرة التي تجمع الدول الأفريقية المطلة على الأطلسي.
السيدات والسادة،
إن برنامج العمل المعروض علينا اليوم للمصادقة عليه يأخذ بعين الاعتبار أولوياتنا الاستراتيجية الأساسية المحددة في الإعلان الصادر في الرباط في 8 يونيو 2022 عن اجتماعنا الأول؛ فهو يرسم لنا من خلال محاوره الثلاثة الأساسية: الحوار السياسي والأمن، الاقتصاد الأزرق والربط البحري والطاقة، والتنمية المستدامة والبيئية، معالم الطريق الذي ينبغي أن نسلكه معا لبلوغ الأهداف المنشودة في تناغمٍ وتكاملٍ مع المبادرات الأخرى ومع الجهود المبذولة هنا وهناك لصالح القارة الإفريقية ولفائدة الاستقرار والأمن في العالم أجمع.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.
وحضر اللقاء، إلى جانب معالي الوزير، وفد هام ضم سعادة السيد محمد ولد حناني سفير بلادنا بالمملكة المغربية والسفير مكلف بمهمة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد حسني الفقيه.