كيف ولماذا اصبح سيف بريغوجين مسلطا على الكرملين وعلى افريقيا ...؟

أربعاء, 06/28/2023 - 02:22

اسقاط التهم الجنائية عن مقاتلي مجموعة فاغنير العسكرية وقائدهم يفغيني بريغوجين قد لا يصمد كثيرا أمام امكانية الالتفاف على الإتفاق الذي بموجبه عدلوا عن التمرد مقابل عدم مساءلتهم وتقديمهم للعدالة: التحقيق من طرف الكرملين في تسيير الأموال، (مليار ومائة ألف دولار، قدمتها الدولة لفاغنير ما بين مايو 2022 ومايو 2023- حسب الرئيس بوتين)- ربما يكون السبيل لملاحقة بريغوجين أمام القضاء. وفي هذه الحالة كيف سيتصرف المعني؟

فمن المستبعد أن ينصاع للأمر بسهولة. بل على العكس نظرا لما يحافظ عليه من مقومات القوة: جزء لا يستهان به من قواته بقيت أو ستبقى تحت إمرته في بيلاروسيا، وهي لم تطرح السلاح بشكل كامل. فهو يقول إن 02٪ من مجموعة فاغنير هم من وقعوا الاتفاق مع روسيا القاضي بتسريحهم أو تبعيتهم لوزارة الدفاع والقوات الروسية. ولا نعرف بالضبط هل حساباته هذه، (02٪)، تشمل المجموعة كلها أم أنها تقتصر على من هم على ساحات القتال الأوكرانية، دون زملائهم في الشرق الأوسط وفي افريقيا: سوريا، ليبيا، السودان، وسط افريقيا، موزنبيق...

صحيح أن قوات فاغنير المتمردة سلمت، أو ستسلم ،اسلحتها الثقيلة للقوات الروسية، لكن ما هو مصير اسلحتها الأخرى؟

وجود جزْء هام من فاغنير في بييلاروسيا ومعهم اسلحة أيا كان عيارها أو نوعها، ألا يشكل أداة خطيرة في يد بريغوجين يمكنه استخدامها ضد النظام الروسي، وربما أيضا وسيلة ضغط على الدولة المضيفة له ؟

حتى إن كان بوسع هذه الأخيرة، بيلاروسيا، استحدام هؤلاء المسلحين كبطاقة في المفاوضات مع حاميتها- روسيا- فهل هي في مأمن من مخاطر قوة مسلحة اجنبية غير نظامية قد بينت تقلب ولاءاتها؟

ومن جهة أخرى، ما هي اصداء هذا التمرد وتداعياته على افراد ووحدات القوات المسلحة الروسية النظامية: ألا يُخشى أن يثير لدى البعض مشاعر التذمر، خاصة إن تعذر كثيرا أو ساء الموقف العسكري الروسي في أكرانيا؟

وعلى نطاق جغرافي آخر، حيث تنتشر مئات من عناصر مجموعة فاغنير في بلدان عديدة من "القارة السمراء"، فبدورها، ألا ينبغي للدول الافريقية أن تأخذ حذرها من عسكريين غير نظاميين لا مانع من أن يصبحوا مرتزقة على أراضيها؟

شخصيا يذكرني بريغوجين وميلاشياته، أيا كان الإطارالمؤسساتي أو التعاقدي لعملهم في الدول الافريقية، بالمخاطر والتهديدات التي مثلها المرتزق الفرنسي بوب دينار (Bob Denard) وما لعبه هذا الأخير في افريقيا من إثارة القلاقل تحت مظلة سياسة "فرانس- آفريك" (Françafrique) أو بمحض إرادته دون مباركة الدولة الفرنسية.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

الفيديو

تابعونا على الفيس