خلدت بلادنا اليوم الاثنين في غابة انكوي المصنفة التابعة لبلدية داو في مقاطعة مقامة، اليوم العالمي لمكافحة التصحر الذي يتم الاحتفال به هذه السنة تحت شعار” المرأة ..أراضيها…حقوقها”.
وتميز تخليد هذه الذكرى بتنظيم حفل برئاسة معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السيدة لاليا عالي كمرا رفقة والي كوركول السيد أحمدنا ولد سيداب ..
وأوضحت الوزيرة في كلمة لها بالمناسبة دور المرأة في صحة الاراضي رغم العراقيل التي تعترضها لضمان حقوقها العقارية مما يحد من رافاهيتها..
وقالت إن موريتانيا اعتمدت الحق العقاري منذ 1983 وتشكل الحكامة العقارية مكونة أساسية في تطوير التنمية المستدامة والتقليل من الفقر كما تمكن من تعزيز السلم الاجتماعي بشكل عام
ودمج الطبقات الفقيرة وكذا ولوج النساء الى الأراضي.
وأشارت إلى أن الغابات الموريتانية التي تحول جزء كبير منها الى مجالات عقارية تحتل 2194790 هكتارا وتمثل الاراضي الغابوية حوالي0,3 و2,2٪ من إجمالية مساحة البلاد..
وبينت ان موريتانيا تتوفر على 30 غابة مصنفة على مساحة 47440 هكتارا التي شكلت موضوع تصنيف جعلها في نظام خاص إلا أنها في مرحلة تدهور جراء عوامل الاستغلال المفرط للمصادر
الطبيعية والتصحر والجفاف.
وأكدت أن المحافظة على البيئة التزام قوي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتندرج اشكالية التصحر ضمن محاور برنامج أولوياتي الموسع …
ونبهت إلى أن وزارة البيئة والتنمية المستدامة تنفذ سياسة الحكومة في مجال المحافظة على البيئة عبر أنشطة طموحة تهدف ،من بين أمور أخرى،الى الحماية والتسيير المستدام للغابات
المصنفة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن نتائج الدراسات والمسوحات السيسيو إقتصادية التي تم اعدادها من طرف القطاع، مكنت من تحديد الوضعية الراهنة للغابات المصنفة في كل
من ” انكوي__ كوركول و وتشي في لبراكنة” فيما يتعلق بالغطاء النباتي مما مكن من توجيه الأنشطة الرعوية الزراعية الواجب اتخاذها..
وتقدمت بالشكر إلى مختلف الشركاء في التنمية وخاصة منظمة الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية من خلال مشروع التسيير المندمج للنظم البيئية من أجل تنمية بشرية مستدامة في
موريتانيا ومشروع ” امسترا”برنامج التكيف مع التغيرات المناخية و وسائل العيش على مستوى ولايات انشيري وادرار واترارزة لمواكبتهم تخليد اليوم العالمي لمكافحة التصحر..
وكان عمدة بلدية داو السيد عبد الكريم مودي قد ألقى كلمة نبه فيها إلى أهمية غابة انكوي المصنفة في خلق ملاذ ملائم للمواشي في فترات الشح مطالبا بحماية هذه الغابة لتستعيد
دورها التنموي ..
وتابع الحضور عرضا حول مخطط استصلاح غابة انكوي من طرف أساتذة من المعهد العالي للتعليم التقني تضمن خصوصية هذه الغابة وما تشهده من عوامل استغلال وتدهور في
مواردها الطبيعية مع تقديم مقترحات عملية لاستعادة الغطاء النباتي للغابة. دورها التنموي والاقتصادي.
كما عاين الوفد نماذج من مختلف بذور الأشجار التي تم جنيها من الغابة من طرف نساء القرى المتاخمة لها..
وقامت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة ،رفقة الوفد المرافق، بغرس نماذج من الاشجار المحلية في غابة انكوي ضمن الجهود المبذولة لاستعادة الغطاء النباتي في الغابة .
وعاينت ثلاث زوارق للصيد القاري على مستوى التيمرن لفائدة صيادين في تامورت كاوراجي التابع لبلدية داو وتامورت “مي “في بلدية دو لول سيوي وتامورت” ديلامه” في بلدية توفندي
سيوي التي تم توفيرها من طرف مشروع التسيير المندمج للنظم البيئية من أجل تنمية بشرية مستدامة..
وقد اشفع الحفل بعقد اجتماع مع الطاقم الفني لوزارة البيئة والتنمية المستدامة تم خلاله تسليط الضوء على وضعية القطاع بشكل عام وظروف غابة انكوي المصنفة على وجه الخصوص..
يذكر أن احتفالية اليوم العالمي لمكافحة التصحر تم تنظيمها في موقع ،” انكوي” التابع لمشروع التسيير المندمج للنظم البيئية من أجل تنمية بشرية مستدامة الممول من طرف الصندوق العالمي للبيئة..
ويتدخل هذا المشروع في إعادة تأهيل هذه الغابة من خلال دعم الصيادين التقليديين المحليين بادوات وتجهيزات الصيد القاري وتوزيع بذور الأشجار المحلية والبذر المباشر على مساحة 500 هكتار بتقنيات إعادة طبيعية مدعومة إضافة إلى إعداد خطط استصلاح لغابتي انكوي في كوركول ووالالدي في لبراكنة .
ويشارك في تخليد هذه الاحتفالية مشروع ” AMSTRA” مشروع التكيف مع التغيرات المناخية ووسائل العيش على مستوى ولايات انشيري وادرار واترارزة بتمويل من صندوق البيئة العالمي على مدى اربع سنوات..
ويتدخل في مجالات التشجير وزراعة الأشجار والمناظر والتثبيت الميكانيكي والبيولوجي ضد الرمال والانشطة المدرة للدخل مع التركيز على الأنشطة النسوية..