رفعت تونس أمس الجمعة حالة الطوارئ المفروضة منذ ثلاثة أشهر بعد تحسن الوضع الامني في البلاد التي شهدت في 26 يونيو/حزيران الماضي هجوما داميا أسفر عن مقتل 38 سائحا أجنبيا وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
وأوردت الرئاسة التونسية في بيان مقتضب “انتهت اليوم 2 أكتوبر (تشرين الاول) 2015 حالة الطوارئ في كامل تراب الجمهورية والتي تم الاعلان عنها (…) في 4 يوليو(تموز) 2015 (…) والتمديد فيها (شهرين) (…) في 31 يوليو (تموز) 2015″.
وخضعت تونس لحالة الطوارئ منذ 14 كانون الثاني/يناير 2011 تاريخ الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب في اليوم نفسه الى السعودية، وحتى آذار/مارس 2014.
وفي الرابع من يوليو/تموز الماضي، أعاد الرئيس الباجي قائد السبسي فرض حالة الطوارئ بعد ايام من مقتل 38 سائحا اجنبيا بينهم 30 بريطانيا في هجوم على فندق بولاية سوسة (وسط شرق) نفذه طالب تونسي مسلح بكلاشنيكوف، قتله الشرطة في محيط الفندق.
وقال الرئيس التونسي وقتها ان اعادة فرض حالة الطوارئ تعود الى “المخاطر المحدقة بالبلاد والوضع الاقليمي وامتداد الارهاب الى العديد من البلدان العربية الشقيقة”، معتبرا ان تونس “في حالة حرب من نوع خاص”.
وكانت اعادة فرض حالة الطوارئ في تموز/يوليو اثارت تخوف البعض من فرض قيود على الحريات العامة وتجريم الانشطة الاجتماعية تحت شعار مكافحة الارهاب.
ويمنح قانون الطوارئ السلطات صلاحيات استثنائية ويتيح لها خصوصا حظر الاضرابات والاجتماعات التي من شانها “الاخلال بالامن” و”الغلق المؤقت لقاعات العروض ومحلات بيع المشروبات وأماكن الاجتماعات مهما كان نوعها”، كما يتيح لها “اتخاذ كافة الإجراءات لضمان مراقبة الصحافة وكل أنواع المنشورات”.
والاربعاء، تم في مدينة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب) دفن سيف الدين الرزقي (23 عاما) منفذ هجوم سوسة بحضور عدد قليل من افراد عائلته وتحت رقابة امنية مشددة.
وقال وليد الوقيني الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لفرانس برس ان رفع حالة الطوارئ يأتي بعد تحسن الوضع الامني في البلاد.
ووقع اعتداء سوسة بعد ثلاثة اشهر من هجوم مماثل نفذه مسلحان تونسيان في 18 آذار/مارس الماضي على متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس واسفر عن مقتل شرطي تونسي و21 سائحا اجنبيا.
وقتلت الشرطة ساعة اقتحام المتحف منفذيْ الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
واعلنت وزارة الداخلية ان سيف الدين الرزقي ومنفذيْ هجوم سوسة تلقوا تدريبات على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.
والحق الهجومان اضرارا بالغة بالسياحة التونسية التي تشغل اكثر من 400 الف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الاجنبية.
وتوقعت وزارة السياحة أن يخسر اقتصاد تونس في 2015 مليار دينار (أكثر من 450 مليون يورو) بسبب تداعيات الهجوم على فندق سوسة.
وبعد الاطاحة بنظام بن علي، تصاعد في تونس عنف مجموعات جهادية مسلحة قتلت عشرات من عناصر الامن والجيش واغتالت في 2013 اثنين من ابرز رموز المعارضة العلمانية.
نقلا عن رأي اليوم