للمرة الالف اكرر القول ان كل يهود العالم هم بقدر عدد سكان القاهرة تقريبا، ومع هذا فانهم يسيطرون ولهم نفوذ دولي كبير للغاية. واذا كان المال هو مصدر قوتهم فإننا نملك اموالا اكثر بكثير منهم ولدينا من النفط ومشتقاته ما يوازي عشرات اضعاف ما لديهم من اموال، ونحن بالنفط والموقع الاستراتيجي للعالم العربي الذي لا مثيل له ، نستطيع السيطرة والتحكم وفرض ما نريده وما نراه مصلحة لنا.
ومع هذا ورغم كل شيء، فان النفوذ الصهيوني الدولي يتحكم في الكثير من القضايا والامورالدولية وقضايانا بالمقدمة خاصة نحن الفلسطينيين الذي يتحكم الاحتلال في ارضنا ويواصل غطرسته وبسط نفوذه ونكتفي بالادانات والبيانات والرفض اللفظي، ويدفع شبابنا الكثير من دمائهم ويقدمون التضحيات العظمى، ومع هذا يظل الاحتلال هو المسيطر والمتحكم بالارض والى حد ما ، بالمستقبل القريب.
وحتى لا يكون الكلام مجرد الفاظ عامة ، لا بد من الاشارة الى ارضنا ومستقبلنا نحن الفلسطينيين بصورة خاصة، وقد كانت الارض كلها من البحر الى النهر تحت سيطرتنا وسيادتنا الى ان وصلنا الى ما نحن عليه اليوم وما نراه من غطرسة واستبداد واحتلال للارض ومحاولة التحكم بالمستقبل على أيدي الصهيونية العنصرية وما تتمتع به من نفوذ دولي.
غدا تحل ذكرى 15 ايار اي ذكرى النكبة وقيام دولة الاحتلال، وما وصلنا اليه اليوم من اوضاع مؤلمة. وبهذه المناسبة توجه الرئيس ابو مازن الى نيويورك ليلقي كلمة في الامم المتحدة يتحدث فيها عما نعانيه من احتلال وتشريد وتهجير وسرقة للارض، ولقد سمعنا الكثير من الخطب في الامم المتحدة، وصدرت قرارات ادانة لا حصر لها، لكن شيئا لم يتغير ولم يستمع الاحتلال لأية كلمة ولا استجاب لأي قرار او بيان اممي.
التساؤل الكبير والمفصلي هو الى اين نسير وما هي احتمالات المستقبل الفعلية ؟ والجواب العملي واضح وقوي وهو ان المستقبل لنا بالتأكيد وان الاحتلال الى زوال سواء أطال الزمان ام قصر، ولقد مرت على بلادنا قوات اجنبية مختلفة محتلة وكثيرة ، ولكنها مرت ولم تترك اثرا الا ما كتبه التاريخ، وبقينا فوق ارضنا التي ظلت لنا وعادت لنا بعد ان انهزم المحتلون وغادروا الى غير رجعة.
غزة الصامدة الصابرة
قطاع غزة بكثافة سكانه يتعرض لاعتداء اسرائيلي كبير وهمجي ، وقد قامت قوات الاحتلال بعمليات اغتيال لعدد من كبار القادة الفلسطينيين وظنت انها بذلك تقضي على المقاومة ولكنها فوجئت بالرد الصاروخي العنيف وبتماسك القوى ووحدتها وراء اهدافها الوطنية ودفاعها عن ارضها ومستقبلها. وستكون لنا الكلمة الاخيرة بالتأكيد وستظل الارض لاصحابها والمستقبل لابنائها والمدافعين عنها، ويشكل قطاع غزة نموذجا قويا لهذه الحالة لانه رغم العدوان والشلل الذي يخيم على كل احيائه والمستقبل لنا بالتأكيد.
ذكرى اغتيال شيرين.. ستظل خالدة بتاريخنا
بعد مرور عام على اغتيال المناضلة والصحفية ، القدوة شيرين ابو عاقلة، قررت الولايات المتحدة السير وراء الموقف الاسرائيلي المنافي لكل القوانين والحقوق في هذه القضية واغلاق الملف بشأن محاسبة القتلة. وادعى متحدث اميركي رسمي انه لم تكن هناك اية نية في هذه الحالة التي وصفها بالمأساوية، مع ان مشاهد الفيديو التي بثها اكثر من موقع اعلامي تؤكد القتل العمد وكانت هناك امكانيات متعددة للقبض عليها وهي لم تكن تملك سوى كاميرا تغطي فيها ما تراه من ممارسات ولم تكن تشكل اي خطر او تهديد لاحد.
في كل الاحوال ستظل شيرين ابو عاقلة راية مرفوعة وشامخة ، تتسم بكل الانسانية والبحث عن الحق، وستظل ذكراها خالدة في القلوب والعقول.. ولها كل الرحمة والتقدير