تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، عن محاولات الوسطاء عقد هدنة بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي".
وجاء في المقال: الوسطاء الدوليون، وعلى رأسهم مصر، يبذلون قصارى جهدهم لوقف المواجهة بين إسرائيل، التي شنت عملية الدرع والسهم، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة. ومع ذلك، فلم يتوصلوا إلى اتفاقيات محددة حتى الآن. السؤال الأهم الآن هو ما إذا كانت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر في الواقع على قطاع غزة، ستشارك في إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
إن انضمام حماس إلى الهجمات الصاروخية على إسرائيل سيؤدي حتما إلى توسيع العملية الإسرائيلية في قطاع غزة. ولكن هناك بين إسرائيل وحماس، في الوقت الحالي، مصلحة متبادلة، فهما على الأقل يجدان لغة مشتركة ويلتزمان بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بينهما قبل عامين. بموجبها، يسمح الإسرائيليون لقطر بتحويل الأموال إلى حماس لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وكذلك إصدار تصاريح عمل لآلاف الفلسطينيين من غزة.
ومن جهتها، لا تسمح حماس للأوضاع في غزة بالخروج عن السيطرة، مُدركةً أنها هي المسؤولة في نظر الفلسطينيين والعديد من الدول العربية عن كل ما يترتب على الضربات الإسرائيلية من عواقب على غزة في حال توسع الأعمال القتالية. ليس من قبيل المصادفة أن تكون هناك تقارير تفيد بأن حركة الجهاد الإسلامي شكت لإيران من أن حماس سلّمت للإسرائيليين عددا من مواقعهم المهمة.
في الوقت نفسه، من الواضح أن الجهاد الإسلامي ما كانت لتقصف بشكل واسع النطاق إسرائيل لولا إذن حماس. ولا يمكن لأبناء حماس البقاء صامتين، وإلا فقدوا سمعتهم كقوة رائدة في المقاومة الفلسطينية. وربما إذا استمرت العملية الإسرائيلية في غزة وازداد عدد الضحايا بين الفلسطينيين، فسيتعين عليهم الدخول في مواجهة، رغم الرغبة في البقاء على الهامش.
وإلى ذلك، فلا مصلحة للإسرائيليين في إطالة وتوسيع الأعمال القتالية. فمع ازدياد عدد الضحايا في غزة، سيزداد الضغط عليهم من قبل المجتمع الدولي. على الرغم من أن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل، بما في بمنع تبني بيان من مجلس الأمن الدولي يدين أفعالها.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب