قد تبدو الأسئلة الموجهة للمسؤولين في المؤتمرات الصحفية عفوية وعشوائية، لكن الأمر ليس كما يبدو فالكواليس تغصّ بالتحضيرات للأسئلة والأجوبة برأي بول فرحي في واشنطن بوست.
في المؤتمر الصحفي الذي عقد في حديقة البيت الأبيض، أثناء زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك، لوحظ وجود بطاقة بيد الرئيس بايدن وفق الصور التي التقطها مصور وكالة فرانس برس. وكانت البطاقة تحمل عنوانا "السؤال رقم 1". وتوجه الرئيس بوضوح لمراسلة لوس أنجلوس تايمز، كورتني سوبرامينيان، وكانت البطاقة تحمل اسمها مع كيفية نطق اسم عائلتها، إضافة للسؤال الذي كان من المرجح أن تسأل عنه سوبرامينيان وهو عن تصنيع أشباه الموصلات والسياسة الخارجية.
في الواقع شكرت المراسلة الرئيس بايدن وسألته: كيف تقوم بترتيب أولوياتك المحلية، مثل إعادة تصنيع أشباه الموصلات مع السياسة الخارجية القائمة على التحالف؟ قواعدك ضد التوسع في تصنيع الرقائق في الصين تضر بالشركات الكورية الجنوبية التي تعتمد على بكين، فهل تلحق الضرر بحليف في المنافسة مع الصين لدعم سياستك قبل الانتخابات؟
والسؤال هو كيف عرف بايدن أن السؤال كان واردا وكيف عرف أن يتوجه لسوبرامينيان؟ والجواب هو أن موظفي المكتب الصحفي في البيت الأبيض يستطلعون المراسلين بشكل روتيني حول أولوياتهم قبل الاجتماعات لتوقع ما قد يطلب من الرئيس أو من وزراء الحكومة أثناء تواجدهم على المنصات أو في المؤتمرات الصحفية.
وبشكل عام فإنه من غير المعتاد ان يقدم المراسلون أسئلة مفصلة ومحددة مسبقا، ولكن غالبا يتلقون بريدا إلكترونيا من البيت الأبيض يسألهم ما إذا كانت هناك مواضيع يريدون استكشافها. وموظفو البيت الأبيض يفعلون ذلك لتنبيه الرئيس لتجنب مراسل قد يثير موضوعا غير مريح مثل حيازة بايدن لوثائق سرية أو جهود الجمهوريين للتأكيد على التحقيق الفيدرالي مع ابنه هانتر بايدن.
ولم تمر صورة بايدن والبطاقة دون تغريدة ساخرة من قبل المنظمة البحثية للجنة الوطنية الجمهورية:
"استخدم بايدن ورقة غش في المؤتمر الصحفي اليوم وسؤال أحد المراسلين مكتوب عليها".
المصدر: واشنطن بوست