أفادت وكالة "فرانس برس" السبت، بأن العاصمة السودانية شهدت انحسارا للمعارك، التي اندلعت منذ أسبوع، بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالتزامن مع أول أيام عيد الفطر المبارك.
ولفتت الوكالة إلى أن "الخرطوم شهدت الجمعة معارك عنيفة نهارا، قبل أن تتوقف مساء أصوات الانفجارات في بعض أحياء العاصمة السودانية في أول أيام عيد الفطر وسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين وإتاحة خروج الأجانب".
وألقى عبدالفتاح البرهان قائد القوات السودانية المسلحة عبر التلفزيون الحكومي خطابا إلى السودانيين لمناسبة عيد الفطر، في أول ظهور له منذ بدء القتال من دون أن يشير إلى احتمال إعلان هدنة.
وقال البرهان الذي ظهر ببزة عسكرية جالسا في مكتب "تمر على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة".
بدوره، قال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في بيان نشر على الإنترنت إنه "ناقش الأزمة الحالية" مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي "ركز على الهدنة الإنسانية والممرات الآمنة وحماية العاملين في المجال الإنساني".
واندلعت المواجهات المستمرة منذ 7 أيام، في الخرطوم وفي دارفور غرب البلاد خصوصا، بين الجيش وقوات الدعم السريع، ويؤكد المعسكران السيطرة على العديد من المرافق الاستراتيجية وبينها المطار، لكن كثافة الغارات الجوية والنيران المتبادلة والمعارك تجعل من المستحيل التحقق ميدانيا من صحة ما يعلن كل طرف.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أفادت أمس الجمعة، بأن الاشتباكات في السودان أدت إلى سقوط أكثر من 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح، بينما أشارت المنظمة في ساعة مبكرة من صباح السبت إلى أنها "تحققت من وقوع 11 هجوما على مرافق رعاية صحية منذ بدء النزاع"، مع وجود منشآت في المناطق المتضررة "معطلة تقريبا بسبب إجهاد الموظفين ونقص الإمدادات".
من جهة أخرى، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كلا الطرفين المتقاتلين إلى "السماح بوصول المساعدات الإنسانية فورا بهدف مساعدة المدنيين"، حيث اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
من الجدير ذكره، أن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية كانت أعلنت عن موافقتها على هدنة لمدة 3 أيام اعتبارا من الجمعة، لتمكين المواطنين من الاحتفال بعيد الفطر، وانسياب الخدمات الإنسانية.
المصدر: أ ف ب