أسدل الستار على الترشيحات الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والبلدية المزمع تنظيمها خلال شهر مايو المقبل وسط استقطاب كبير داخل مختلف الدوائر الانتخابية يقف خلفه لاعبون سياسيون كثر فيما بات يعرف” بسباق الترشح للمناصب الانتخابية”.
و لا شك أن الاستحقاقات المرتقبة تشكل منعطفًا حاسمًا في تاريخ بلادنا، لا لكونها تعتبر تهيئة للمأمورية الثانية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، واستفتاءا على الانجازات التي حققها الرجل لصالح شعبه فحسب، بل لكونها اختبارًا حقيقيًا لتجربتنا الديموقراطية التي عرفت في ظل هذا العهد خطوات ملموسة، مكنت من وضع خارطة طريق لإصلاح المنظومة الإنتخابية وهو ما يؤكد إصرار السلطات العليا في البلد على الصرامة في تطبيق الشفافية في كل عمليات الاقتراع.
والحقيقة أن أي إصلاح حقيقي للمسار الديموقراطي لا بد أن يمر عبر بوابة الانتخابات باعتبارها الأداة الأولى لتحقيق الحكامة السياسية المطلوبة، وإتاحة الفرصة أمام الشعب ليقول كلمته ويختار ممثليه في دوائر صنع القرار الوطني.
ولا يخفي على أحد اليوم أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني قد أرسي دعائم مشروع الدولة الحديثة التي تعتبر فيها العدالة والمساواة و الإخاء و المواطنة مرتكزات وقيمًا تأسيسية لا مجرد مفاهيم نظرية.
وفي هذا السياق ، فقد أعطي سيادته أهمية كبيرة لولوج النساء و الشباب للمناصب الانتخابية وتمكينهم من تبوأ مناصب قيادية في الجهاز التنفيذي للدولة..
كما أعطى فخامة رئيس الجمهورية التوجيهات لإنصاف الفئات المهمشة و خلق الإطار الملائم لقيام تنمية جهوية مستديمة تلامس تطلعات المواطنين و تستجيب لحل مشاكلهم اليومية الملحة.
و قد حظيت السنوات الثلاث المنصرمة من مأمورية الرئيس بنجاحات مهمة في مجال إصلاح التعليم و الصحة و استقلالية القضاء و فصل السلطات و ترسيخ العدالة الاجتماعية و النفاذ إلى الخدمات الأساسية، وحققت نتائج معتبرة على مستوى البنية التحتية.
و الأكيد أن كل هذا يتم فى وقت تنتظر فيه بلادنا تحقيق استفادة غير مسبوقة من عائدات الغاز و هو ما سينعكس إيجابًا على اقتصادنا الوطني الذي سيشهد خلال السنوات القادمة بحول الله تسريعًا في النمو و تنويعًا في مصادر الدخل.
و هذه الوضعية ستؤدي لا محالة إلى زيادة الهجرة إلينا و هي تشكل في وقتنا الراهن واحدة من أهم التحديات التي تهدد أمننا القومي.
و تأسيسًا على ما سبق، ومن أجل الحفاظ على المكتسبات و صونًا للمصالح العليًا للبلد، فإنه يجب أن لا تؤثر عدم الاستجابة للطموحات المشروعة للمناضلين في حزب الإنصاف في الترشيح للمناصب الإنتخابية على تماسك الطيف السياسي الواسع الداعم للرئيس في الحصول على الأغلبية البرلمانية المريحة التي تمكنه من مواصلة الإصلاح و البناء ، لأن رهانات المستقبل أكبر بكثير من آي تجاذبات آنية أو مصالح ضيقة.
و قد صدق الشاعر العربي القديم لقيط بن يعمر الآيادي في إسداء النصح لقومه وتحذيرهم من المجهول عندما قال:
هذا كتابي إليكم والنذير لكم ** لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا
لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل ** فاستيقظوا إن خيرَ العلم ما نفعا