القوة الاسرائيلية لن تحسم الصراع

أحد, 04/09/2023 - 10:24

تعتقد دولة الاحتلال بأنه من خلال تصعيدها والجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك ومن خلال الاستيطان والضم والتوسع والتهويد والاسرلة وغيرها الكثير الكثير، تستطيع حسم الصراع لصالحها ظنا منها بأن شعبنا سيستكين او يؤدي الولاء والطاعة ويرفع الراية البيضاء ويتنازل عن حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ومن المؤكد ان دولة الاحتلال لم تتعظ ولم تستوعب الدروس ، فرغم مرور اكثر من قرن على الهجمة الصهيونية على فلسطين واحتلالها لكامل الارض الفلسطينية ، فان الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم ولم يستسلم ، كما ان استخدام جميع وسائل القمع والقتل والعدوان ، لم تثنه عن هدفه في الحرية والتخلص من الاحتلال ، بل على العكس فان هذه الممارسات والانتهاكات زادته ايمانا وتصميما على مواصلة مسيرته الوطنية التي هي الطريق الوحيد للوصول الى اهدافه ونيل الحرية والاستقلال الناجزين.

كما ان مقولات قادة الاحتلال ، بأن ما لم يخضع الفلسطينيون بالقوة، فبالمزيد من القوة، ولكن هذه النظرية او الاقوال باتت مردودة على قادة دولة الاحتلال السابقين والحاليين وربما القادمين، واثبتت فشلها ، لأن استخدام القوة لا يمكنها ان تهزم شعبنا الذي خرج من بين الرماد واستطاع تحقيق المنجزات على طريق التحرير والاستقلال.

وإلقاء نظرة سريعة على ما يجري في القدس وبقية ارجاء الضفة والقطاع يؤكد بأن شعبنا لن يهزم، وان كانت هناك بعض التراجعات ، الا ان هذه التراجعات مؤقتة، وسيتم تجاوزها ، إن آجلا ام عاجلا ، لان الكل الفلسطيني مصمم على دحر الاحتلال مهما كان الثمن، وان على دولة الاحتلال ان ارادت ان توقف اراقة الدماء ما عليها الا الرحيل عن الارض الفلسطينية المحتلة هي وقوات جيشها وقطعان مستوطنيها، لان النصر هو دائما حليف الشعوب وليس الاحتلال الاستعماري الاستيطاني.

كما ان القاء نظرة على مدينة القدس يؤكد فشل دولة الاحتلال في ضمها واعتبارها عاصمة لها، فأي عاصمة هذه التي هي مدججة بالجنود ، والتي يواجه اهلها بصدورهم العارية ممارسات وانتهاكات الاحتلال وقطعان المستوطنين، وترغمهم على التراجع عن مخططاتهم في المسجد الاقصى المبارك ومحاولات تزوير تاريخ المدينة.

رغم ان جميع ما قامت به من محاولات لاثبات ان لليهود تاريخ في هذه المدينة اثبتت الحفريات وعلماء الآثار الغربيين وحتى اليهود بأنه لا وجود لأي آثار تثبت انهم اصحاب المدينة، بل انهم كانوا مجرد عابرين وان هذه المدينة بناها اليبوسيون والفلسطينيون هم واجدادهم.

فاذا كانت دولة الاحتلال تعتقد بانه من خلال امتلاكها للقوة تستطيع حسم الصراع لصالحها، فهي واهمة ولم تدرس التاريخ جيدا فالقوة امام الارادة لا تساوي شيئا، وشعبنا لديه العديد من بلدان العالم التي تعرضت للاستعمار وفي مقدمتها الجزائر التي استعمرتها فرنسا لما يزيد عن 130 عاما وحاولت بكل السبل ضمها وجعلها فرنسية ، الا انها فشلت في ذلك وعادت الجزائر عربية بعد ان قدمت مليون ونصف المليون شهيد.

وقس على ذلك الصين وفيتنام وافغانستان والهند وغيرهم الكثير من بلدان العالم التي دحرت الاستعمار والاستيطان وسيتم دحر الاحتلال الاسرائيلي إن آجلا أم عاجلا،.

المصدر : صحيفة القدس

الفيديو

تابعونا على الفيس