ما يجري من تصعيد على الساحات الفلسطينية واللبنانية والاسرائيلية، تتحمل مسؤوليته وما تؤول اليه الاوضاع نتيجة ذلك من تدهور الامور وتفجر الاوضاع الامر الذي جرى الرد عليه من قبل جماهير شعبنا بالتصدي لقوات الاحتلال في القدس وفي المسجد الاقصى المبارك، وتبع ذلك رد قطاع غزة ولبنان على هذه الاعتداءات الاسرائيلية والتي ترتقي لجرائم حرب، خاصة وانها أي دولة الاحتلال، قتلت بدم بارد الطبيب من بلدة حورة في النقب واعتدت ودنست المسجد الاقصى وقمعت بالقوة المصلين والمعتكفين في داخله ومنعتهم من الاعتكاف في المسجد خلال شهر رمضان الفضيل.
وكما في القوانين الطبيعية والمجتمعية فإن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، وهذا ما يجري حالياً، فلولا التصعيد الاسرائيلي الاحتلالي في القدس أولاً وفي بقية ارجاء الضفة الغربية من اعدامات وقتل واقتحامات واعتقالات، لما جاء الرد من غزة ولبنان، ومن جماهير شعبنا في القدس والداخل الفلسطيني والضفة وأبناء شعبنا في المخيمات وفي الشتات.
ومن هنا فإن العالم وفي مقدمته الدول العربية والاسلامية عليها ليس فقط تحميل دولة الاحتلال المسؤولية، بل اتخاذ مواقف عملية ضد دولة الاحتلال وقطع الدول التي تقيم علاقات معها، علاقاتها معها وهذا أقل واجب يمكن لهذه الدول القيام به تجاه شعبنا وقضيتنا، لأن هذه القضية قضية الامة العربية والاسلامية قاطبة، وان كان شعبنا هو رأس الحربة وهو يقوم بذلك في مواجهة الاحتلال بصدور عارية، إلا ان الدول العربية والاسلامية عليها واجب الدفاع عن الاقصى وعن شعبنا وعدم ابقائه لوحده في مواجهة دولة الاحتلال التي تملك أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة وتقوم بقمع وقتل ابناء شعبنا في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.
ان التقاعس الذي تبديه الدول العربية والاسلامية تجاه دولة الاحتلال والتي تكتفي فقط باصدار بيانات الشجب والاستنكار الممجوجة والتي لم تكترث بها دولة الاحتلال، سيحملها التاريخ المسؤولية عما تقوم به دولة الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا وخاصة ضد القدس والمسجد الاقصى.
لقد آن الأوان لهذه الدول نفض الغبار عن كاهلها واطلاق أيدي شعوبها في الدفاع عن القدس والاقصى والشعب الفلسطيني الذي هو جزء لا يتجزأ من الامة العربية والاسلامية وان من مبادىء الاسلام الحنيف الدفاع عن الشعوب العربية والاسلامية والتضامن معها في مواجهة هذا الاحتلال الغاشم والذي لا يرتدع الا بموقف عربي واسلامي موحد وفاعل، ودعم الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والسبل ليبقى صامداً فوق ارضه ويدافع عن الاقصى المبارك الذي بارك الله حوله.
فهل من مجيب، وهل من تحرك فاعل يعيد للقدس تاريخها العربي الاسلامي، وهل من تحرك فاعل للجم الاحتلال ونصرة شعبنا عملياً وعلى أرض الواقع وليس كلامياً فقط، ان غداً لناظره قريب وان شعبنا الصامد سيواصل مسيرته في التصدي للاحتلال حتى استعادة كامل حقوقه الوطنية والثابتة وغير القابلة للتصرف.