تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في "فزغلياد"، عن محاولة كييف التلويح بورقة تايوان في وجه الصين.
وجاء في المقال: ظهرت مشكلة في السياسة الأوروبية الأطلسية العالمية منذ أسبوعين: فالرئيس الصيني شي جين بينغ لا يريد الاتصال بفلاديمير زيلينسكي.
لحل هذه المشكلة، توجهت سلسلة من الضيوف من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين والآسيويين وحتى الأفارقة إلى بكين. لكل منهم مهمة محددة: أن يرفع الرفيق شي سماعة الهاتف، ولا يضع الناس في موقف محرج، بل، ومن الناحية المثالية، أن ينضم "إلى جانب الخير" (أي بروكسل وواشنطن وكييف).
تأتي أعمال المبشرين الغربيين الفظة بنتائج عكسية. وليس فيما يتعلق بأمر تافه مثل اتصال شي بزيلينسكي، إنما بمستوى أكثر أهمية، هو تعزيز الشراكة بين بكين وموسكو.
أما بالنسبة لزيلينسكي نفسه، فقد ازداد الوضع سوءًا، بإرادته في أوكرانيا. قد يكون لدى بكين انطباع بأن كييف ترسل إليها إشارات "تخويف"، قائلة إذا كنتم لا تريدونها بطيب خاطر، فسوف نلعبها بسوء.
ففي نهاية الأسبوع الماضي، وقّع سكرتير مجلس مدينة كييف فلاديمير بوندارينكو ونائب عمدة تايبيه لي شوتشوان، في تايوان، مذكرة تعاون بين المدينتين. بالنسبة لبكين، هذا دعم غير مقبول للنزعة الانفصالية التايوانية.
هذا لا يعني أن شي لن يتصل بزيلينسكي بعد الآن. فعلى ما يبدو، بكين عازمة على العمل كصانع سلام في الصراع، لتظهر للعالم بديلاً عن أمريكا، كما فعلت في الشرق الأوسط. ولا معنى لمثل هذا المشروع من دون الاتصال بالسلطات الأوكرانية.
وبالتالي، فسوف يتصل شي من كل بد، عندما يتوقفون عن الضغط على بكين علنًا، وتكون السلطات الأوكرانية جاهزة لإجراء محادثة جادة.
بالمناسبة، لا يعني ذلك بالضرورة أن تكون هذه السلطات زيلينسكي بالذات. فبالنظر إلى الحماسة التي تسبغ اندمج الرئيس الأوكراني الحالي في مغامرات السياسة الخارجية الأمريكية، قد لا ينتظر شخصيًا المكالمة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب