كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول شراء الصين الغاز الطبيعي الإماراتي المسال باليوان.
وجاء في المقال: وقع في بورصة شنغهاي للنفط والغاز الطبيعي (SPNGE)، حدث تاريخي اليوم (30 مارس). فقد أُبرمت أول صفقة لبيع الغاز الطبيعي المسال مقابل اليوان. السبّاقان إلى ذلك، وفقًا لرويترز، هما شركة النفط والغاز الصينية العملاقة CNOOC وشركة الطاقة الفرنسية TotalEnergies، أحد أكبر متداولي الغاز الطبيعي المسال على هذا الكوكب. فقد اشترى الصينيون نحو 65 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال من الفرنسيين مقابل اليوان، وجرى تسليمها من الإمارات.
تأتي الصفقة بين CNOOC وTotal ثمرة فترة تحضيرية استمرت لسنوات، كان الصينيون خلالها يستعدون لشراء الخام باليوان. هذا تحدٍ مباشر للولايات المتحدة والدولار الأمريكي، اللذين يهيمنان على التجارة الدولية، بما في ذلك تجارة الطاقة. خلال زيارته بالغة الأهمية إلى الرياض، في ديسمبر 2022، حث الرئيس الصيني شي جين بينغ دول الخليج على استخدام SPNGE كمنصة لصفقات النفط والغاز بالعملة الوطنية الصينية.
يعدّ إبرام صفقة بين CNOOC و Total باليوان أول علامة في قطاع النفط والغاز، لكنه ليس أول دخول للعملة الصينية في الساحة المالية الدولية. ومع ذلك، لا ينبغي المبالغة في تقدير أهمية هذا الحدث أيضًا، لأن اليوان لا يزال أمامه طريق طويل لزعزعة هيمنة الدولار الأمريكي في النظام المالي العالمي والتجارة الدولية. بالطبع، هذا أول جرس إنذار يجب أن يسمعوه في واشنطن، ولكن حتى الآن، ليس لدى جانيت يلين، التي ترأس وزارة الخزانة الأمريكية، ما يدعو إلى القلق. على الأقل لأن من الواضح أن المقارنة بين الدولار واليوان ليست في مصلحة الأخير: يمثل الدولار 41٪ من السوق المالية العالمية، واليوان 2.7٪ فقط.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب