حديث القدس
اقتحمت قوات الاحتلال خلال الايام القليلة الماضية المسجد الاقصى بعد انتهاء المصلين من أداء صلاة التراويح وأخرجتهم بالقوة من باحاته ومنعتهم من مواصلة الاعتكاف والرباط فيه، وتشكل هذه الممارسة محاولة اسرائيلية لنزع الصبغة الاسلامية والعربية عن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والتقسيم المكاني والزماني له.
ومن المعروف ان الاحتلال يقوم بحفريات واسعة في منطقة الحرم القدسي وفي أسفل المسجد الاقصى كما تشير بعض المصادر الاسرائيلية، مما يعني وجود خطر حقيقي في هذه المنطقة المقدسة وتهديد استراتيجي يحيط بها.
والمسجد الاقصى لا يشكل قلعة فلسطينية خالدة لنا وحدنا وانما هو منطقة دينية لمئات ملايين المسلمين في كل انحاء العالم، مما يشير الى ان استمرار هذه الانتهاكات هو مؤشر جديد على حرب دينية واسعة سوف تشعل الشرق الاوسط خاصة والعالم كله بصفة عامة وتتحمل اسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة عن خطر كهذا وعليها ان تدرك نتائج ما تقوم به من اقتحامات وانتهاكات لهذه المناطق المقدسة والبالغة الاهمية.
ان غطرسة القوة التي يمارسها الاحتلال هي في النهاية الى زوال، ولن تستمر كما يريد قادة اسرائيل الذين لا يدركون الى أين هم سائرون، وما هي تداعيات ما يقومون به من اعتداءات، سواء طال الزمن أو قصر.
ان شعبنا يدرك تماماً ما يقوم به الاحتلال ويرد على ذلك بالاعتكاف في الحرم القدسي الشريف رغم أنف الاحتلال وعربدته، ويتوافد عشرات الآلاف من أبناء شعبنا سواء من الضفة والقدس بالمقدمة، أو من داخل حدود ١٩٤٨، في ساحات المسجد الاقصى المبارك وهم مستعدون لتقديم كل التضحيات المطلوبة والواجبة ولن تستطيع قوات الاحتلال منعهم من ذلك وسيظل المسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، القلعة الصامدة كما كانت على مر التاريخ رغم العديد من قوى الاحتلال المختلفة التي اجتاحت بلادنا وسعت الى فرض السيطرة الدائمة عليها وعلى مقدساتنا وانتهت هي بالزوال اخيراً وظلت فلسطين عربية قوية، وظل الحرم القدسي قلعة شامخة، وهكذا ستظل ويظل الأقصى المبارك.
المصدر : القدس