أكدنا وما زلنا نؤكد يوميا بأن المسجد الاقصى المبارك في خطر وان دولة الاحتلال منذ احتلالها للمدينة المقدسة وهي تعد العدة ليس فقط للاستيلاء على المسجد ، بل والعمل خطوة وراء خطوة من اجل هدمه ،(لا سمح الله ) واقامة الهيكل المزعوم مكانه، ولذا نراها تقوم بعمليات حفر في اسفله وقامت بتقسيمه زمانيا وهي تعد العدة لتقسيمه مكانيا.
ورغم تعهدات واتفاقات العقبة وشرم الشيخ بمنع المستوطنين من القيام باستفزازات للمسلمين والمصلين في المسجد الاقصى هي وقوات الاحتلال، الا اننا نلاحظ يوميا عمليات استفزاز من قبل قوات الاحتلال او المستوطنين المتطرفين، حيث يتم اقتحامه واقامة صلوات تلمودية بداخله، الامر الذي قد يؤدي الى تدهور الاوضاع، وتصاعد اعمال العنف.
والشيء الاخطر هو قيام قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية وتحديدا فجر امس باقتحام المسجد واخراج المعتكفين في داخله والاعتداء على عدد منهم واعتقال اخرين، الامر الذي ادى الى بقاء العديد منهم من رجال واطفال ونساء وكبار سن في العراء ، خاصة وان عدد من المعتكفين هم من خارج مدينة القدس.
كما انه تم امس اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين للاقصى تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال ، وقامت هذه المجموعات باستفزاز المصلين والمواطنين، وهذا ما سيؤدي في حال استمراره، الى تصدي الشبان لهذه الاستفزازات التي يتحمل مسؤوليتها سلطات الاحتلال التي لم تلتزم لا باتفاقات ولا بتعهدات.
هذا من جانب ومن جانب اخر ، فان ما يجري بحق الاقصى هو مقدمة لمحاولات المستوطنين ادخال القرابين في الخامس من الشهر القادم وهو عيد يهودي ، مما قد يزيد من الاحتقان ومن ثم الانفجار الذي لا تعرف عواقبه ، والذي سيطال الجميع وليس المقدسيين فقط ، بل وايضا دولة الاحتلال ، خاصة وان الحكومة الاسرائيلية الحالية تشجع على اقتحامات الاقصى وتدعم ادخال القرابين للاقصى ، وعدم التزام الاحتلال لا يمس فقط السلطة الفلسطينية ، بل ايضا الاردن والولاية الهاشمية على الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
ومن هنا فإن بيانات الشجب والاستنكار وتحميل الاحتلال مسؤولية تدهور الاوضاع ، وربما انفجارها في اية لحظة، لم تعد تكفي لان الاحتلال ماض في مخططاته التي تستهدف الاقصى خاصة والقدس عامة.
كذلك لم يعد يكفي مناشدة الولايات المتحدة راعية اتفاقي العقبة وشرم الشيخ ، والتعهدات ، لانها لن تقوم باتخاذ خطوات عملية على الارض ضد دولة الاحتلال وهي تكتفي باصدار بيانات والطلب من دولة الاحتلال الالتزام بتعهداتها.
والمطلوب هو موقف عربي واسلامي موحد لحماية الاقصى الذي هو في خطر داهم، فهو اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
فالاقصى يناشد ويدعو الجميع لحمايته، والتاريخ لن يرحم احدا اذا ما اصابه اي مكروه لا سمح الله
المصدر : القدس