المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال امس في مدينة ومخيم جنين واسفرت عن استشهاد اربعة شبان بينهم طفل واصابة 23 اخرين بينهم 4 مواطنين جراحهم خطيرة، تؤكد للمرة المليون بل البليون بان دولة الاحتلال ماضية في تصعيدها ضد شعبنا وارضه وممتلكاته ومقدساته ، وانها لا تلتزم باتفاقيات ولا تفاهمات رغم ان هذه التفاهمات والاتفاقيات تجري بضمانات امريكية، وهو ما يؤكد كذلك ان الولايات المتحدة الامريكية غير معنية باتخاذ خطوات عملية وجادة ضد دولة الاحتلال تلزمها بكل ما وقعت عليه ووافقت عليه سواء في التفاهمات مع السلطة الفلسطينية او من خلال اجتماع العقبة الذي جرى برعاية امريكية واردنية ومصرية.
وعلى هذه الدول الراعية والتي تعمل حاليا على عقد لقاء آخر في شرم الشيخ بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تحمل مسؤولياتها تجاه العنجهية الاسرائيلية والجرائم التي ترتكبها يوميا بحق شعبنا ، الامر الذي جعل شلال الدم الفلسطيني متواصلا وهو ما ينذر بانفجار المنطقة التي لن يسلم منها احد، وان على هذه الدول التحرك السريع من اجل وقف تدهور الاوضاع التي هي نتيجة لجرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين.
فالاحتلال يتحمل مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع وكذلك هذه الدول الراعية، وعليها اتخاذ خطوات على ارض الواقع تجعل دولة الاحتلال تلتزم بتعهداتها، وعدم اعتبار هذه التعهدات بانها مجرد ذر للرماد في العيون.
وعلى الجانب الفلسطيني في ضوء عدم التزام الجانب الاسرائيلي بما يوقع عليه او التفاهمات التي يخرقها بمجرد انتهاء الاجتماعات، عليه التوقف عن عقد الاجتماعات معه لانه تحت غطاء هذه الاجتماعات يمارس اجرامه بحق شعبنا سواء من خلال عمليات التصفية او المجازر او الاغتيالات او عمليات الضم والتهويد والاسرلة وبناء المزيد من المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية، والغاء الانفصال الذي طال خمس مستوطنات وغيرها الكثير الكثير خاصة الاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى واداء الصلوات التلمودية داخله، كمقدمة لتقسيمه مكانيا بعد ان قسمه زمانيا.
ولذا فان على السلطة الفلسطينية عدم المشاركة في اجتماع شرم الشيخ المقرر الاحد القادم، والدفاع عن شعبها الذي تستبيح دولة الاحتلال مدنه وبلداته وقراه ومخيماته، في وضح النهار وامام مرأى ومسمع العالم قاطبة.
كما ان على السلطة الفلسطينية وقف الرهان على امريكا وسواها من الدول، والرهان فقط على شعبها الذي قدم ولا يزال يقدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية، وان ما يلزمه فقط هو توفير وسائل الحماية له من قبل قيادته الرسمية وكذلك من قبل فصائل العمل الوطني والاسلامي.
وبدون ذلك فان شلال الدم الفلسطيني سيتواصل والاجرام الاحتلالي سيتصاعد، وهذا سيؤدي الى تفجر الاوضاع المتفجرة اصلا وعندها سيتحمل الجميع المسؤولية ، والتاريخ لن يرحم احدا.
حماية شعبنا واجب وطني واخلاقي ووقف المجازر بحقه فرض عين على كل عربي ومسلم وفي المقدمة القيادة والفصائل.
المصدر : صحيفة القدس